الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

الصندوق الائتماني المُخصَّص للبنان يدعم قطاعات تضررت من انفجار مرفأ بيروت

المصدر: "النهار"
مرفأ بيروت ("النهار").
مرفأ بيروت ("النهار").
A+ A-
إطلق البنك الدولي أمس، منحتين جديدتين تهدفان إلى تسهيل عودة الأسر الهشة اجتماعياً واقتصادياً إلى الأحياء التي تضررت من انفجار مرفأ بيروت، وذلك من خلال إعادة تأهيل المساكن التراثية، والحفاظ على سبل كسب العيش للمتضررين في قطاع التراث الثقافي، وتقديم دعم فوري من أجل التعافي الاجتماعي للفئات الضعيفة التي تضررت من تداعيات الانفجار، وفق ما قال البنك في بيانه.

يأتي تمويل هذين المشروعين: "مشروع إعادة إعمار المساكن المتضررة وتعافي قطاعات التراث الثقافي والصناعات الإبداعية في بيروت (12,75 مليون دولار أميركي)، ومشروع دعم احتياجات التعافي الاجتماعي للفئات الضعيفة في بيروت (7,8 ملايين دولار أميركي)" من الصندوق الائتماني المُخصَّص للبنان، وهو صندوق ائتماني متعدد المانحين أُنشئ في كانون الأول 2020 في أعقاب إطلاق إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار (3RF) لجمع المنح والهبات المقدمة وتعزيز التنسيق بين موارد التمويل دعماً للاحتياجات الملحة للتعافي الاجتماعي والاقتصادي للفئات الضعيفة ومؤسسات الأعمال الذين تضرروا من انفجار مرفأ بيروت.

وتعليقاً على ذلك، قال ساروج كومار جاه، المدير الإقليمي لدائرة المشرق في البنك الدولي: "بعد مرور ثلاثة أشهر على إطلاق المشروع الأول الذي يموله الصندوق الائتماني المُخصَّص للبنان - وهو مشروع إعادة بناء مؤسسات الأعمال في بيروت على نحو أفضل (B5)- نعلن اليوم إطلاق مشروعين على القدر نفسه من الأهمية لتحسين الظروف المعيشية للفئات الضعيفة والأكثر احتياجاً وسبل كسب العيش للحرفيين وأصحاب المهن والمبدعين. وسيعتمد هذان المشروعان آليات شفافة موثوقاً بها لتقديم المساعدة للأسر المؤهلة. ويعد تنسيق جهود تعافي قطاع الإسكان والقطاع الثقافي أمراً ضرورياً لتحقيق الإنعاش الاجتماعي والاقتصادي للأحياء المتضررة في بيروت. ويجب أن يقوم هذا التعافي على نهج شامل للجميع وقائم على المشاركة محوره الإنسان".

مشروع إعادة إعمار المساكن المتضررة وتعافي قطاعات التراث الثقافي والصناعات الإبداعية في بيروت (12.75 مليون دولار أميركي).

سيعطي هذا المشروع الأولوية لعمليات الترميم المتطلبة والمراعية لظروف المناخ لإعادة تأهيل المباني التراثية السكنية التي تضررت بشدة في الأحياء الواقعة ضمن نطاق خمسة كيلومترات من مكان الانفجار. وسوف تتركَّز أعمال الترميم وإعادة التأهيل على مجموعة فرعية من المباني السكنية المتضررة الخالية التي كانت تسكن فيها الأسر الهشة والأقل دخلاً في ظروف تفتقر إلى الحيازة الآمنة، ومن ثم تسهيل عودة الأسر النازحة إلى منازلها.
 
وسيتم تحديد المباني التي يعاد تأهيلها على أساس أربعة معايير للأولوية: النطاق الجغرافي، وحجم الأضرار، وأوجه الضعف الاجتماعي والاقتصادي والقيمة التراثية. وسيقدم المشروع أيضاً مساعدات تقنية ومنحاً للكيانات الثقافية المتضررة والناشطين في هذا القطاع مع تخصيص أولوية للنساء والكيانات التي تقودها نساء الناشطة في مجال الصناعات الثقافية والإبداعية المستهدفة لتزويدها بحوافز لمواصلة إنتاجها الثقافي في الأحياء التي تضررت من الانفجار. وسيتولَّى تنفيذ هذا المشروع برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN Habitat) بالتعاون الوثيق مع السلطات المحلية والمؤسسات الحكومية الأخرى، والتشاور مع مجموعة كبيرة من منظمات المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية والمؤسسات الأكاديمية. علماً بأنّ لجنة الموافقة على المنح التي تتألف من ممثلين عن الحكومة والكيانات الثقافية المحلية وترأسها اليونسكو هي التي ستوافق على المنح التي ستقدم للكيانات الثقافية والإبداعية.

وتمّ تصميم المشروع من خلال عملية تفاعلية وتشاركية شهدت إجراء مشاورات واسعة بشأن نطاق المشروع ومعايير تحديد الأولويات والإجراءات التنفيذية. وشاركت في هذه المشاورات هيئات حكومية، ومنظمات المجتمع المدني، ومؤسسات أكاديمية، والشركاء في التنمية، وخبراء محليون ودوليون. وسيرسي المشروع الأساس لتوسعة أنشطته في المستقبل، وللتعافي الحضري في مناطق مُعيَّنة وإعادة إنعاش المدينة على المدى الأطول.

وقالت تينا كريستيانسن مديرة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في لبنان: "يجب أن يُركِّز التعافي الحضري لبيروت على احتياجات سكانها فالمدن تُبنى للبشر, إن وضع إعمار المساكن وإنعاش الصناعات الثقافية والإبداعية في صميم هذه العملية يؤدي إلى حفظ وتعزيز النسيج الاجتماعي والعمراني للمدينة، وفي الوقت ذاته حماية المساكن الحيوية والأراضي وحق الملكية. ويتيح الصندوق الائتماني المُخصَّص للبنان فرصة مهمة لبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية والأطراف المعنية الرئيسية من الحكومة والجهات غير الحكومية للعمل بشكل جماعي لتلبية الاحتياجات الفورية للسكان مع إرساء الأساس للتعافي وإصلاح المساكن على الأمد الأطول."

مشروع دعم احتياجات التعافي الاجتماعي الملحة للفئات الضعيفة في بيروت (7,8 ملايين دولار أميركي منها 2,8 مليون دولار أميركي من صندوق تعزيز قدرات الدول وبناء السلامSPF )

يهدف هذا المشروع إلى تلبية احتياجات التعافي الاجتماعي الملحة للفئات الهشة التي لا تزال تعاني من تداعيات انفجار مرفأ بيروت.
 
ويشمل المستفيدون من المشروع ضحايا العنف المبني على النوع الاجتماعي، والأفراد الذين يعانون من تدهور رفاهتهم النفسية والاجتماعية، والأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، ومن يواجهون صعوبات في الحصول على الرعاية المناسبة بسبب العجز أو كبر السن.
 
وستتولَّى لجنة الإنقاذ الدولية (International Rescue Committee) تنفيذ المشروع.
 
وسيقوم المشروع بتطبيق نموذج شمولي مستدام وفعال لدعم جهات غير حكومية من خلال تقديم المنح بشكل مباشر إلى عدد مختار من المنظمات غير الحكومية لتقديم الخدمات الاجتماعية للفئات الضعيفة التي تضررت من الأزمة في الأمد العاجل إلى القصير.
 
ويشمل المستفيدون من المشروع المتضررين من النساء والرجال والأطفال من العنف المبني على النوع الاجتماعي، والذين يواجهون صعوبات في الصحة الذهنية، وذوي الاحتياجات الخاصة، وكبار السن، والنازحين واللاجئين الذين يعملون في الخدمة المنزلية في بيروت.

"تمنح هذه الفرصة لجنة الإنقاذ الدولية إمكانيات رائعة لمناصرة القيادة والأعمال التي تأتي من المجتمعات التي نعمل فيها وتزويدها بالموارد المطلوبة"، كما صرّح ماتياس ماير، المدير القطري في لجنة الإنقاذ الدولية.
 
"تعمل أيضاً على تجسيد رؤيتنا للنجاح المتمثلة في: عقد الشراكات أولاً، وعلى قدم المساواة، بحيث تتوفر لدى الأشخاص المتأثرين بالأزمة والجهات الفاعلة الأقرب إليهم القوة والموارد اللازمة للاستجابة والحث على تحقيق التغيير الدائم. نسعى إلى العمل مع حوالي 20 جهة فاعلة في المجتمع المدني؛ نحن متحمسون للغاية للإنخراط مع هؤلاء القادة الوطنيين في مجال تبادل القدرات المشتركة".

وتابع البنك في بيانه أنّ "الصندوق الائتماني المُخصَّص للبنان يتيح توجيه الدعم الدولي للمساعدة على تلبية احتياجات التعافي الاجتماعي والاقتصادي لشعب لبنان. وقد بلغت التعهدات والمساهمات حتى الآن من حكومات كندا والدنمرك وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والنرويج ومن الاتحاد الأوروبي 73,79 مليون دولار أميركي. والدعوة موجهة إلى مزيد من المانحين لتقديم الدعم لأولويات إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار تحت مظلة الصندوق الائتماني".

أُنشِئ الصندوق الائتماني المُخصَّص للبنان في 4 ديسمبر 2020 في أعقاب كارثة انفجار مرفأ بيروت وبعد إطلاق إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار، وهو صندوق ائتماني متعدد المانحين مدته خمسة أعوام، يهدف إلى جمع الموارد التمويلية من الهبات، وتعزيز التنسيق لموارد التمويل دعماً للتعافي الاجتماعي والاقتصادي لتلبية الاحتياجات الملحة للفئات الأشد احتياجاً ومؤسسات الأعمال التي تضررت من الانفجار.
 
حتى الآن، تلقى الصندوق مساهمات وتعهدات من حكومات كندا والدنمارك وفرنسا وألمانيا ومن الاتحاد الأوروبي. وتبعاً لالتزام كل الأطراف المعنية من اللبنانيين بالإصلاحات الحيوية، سيوفر الصندوق أيضاً الأساس للتعافي في الأمد المتوسط وإعادة الإعمار المستدام لمرفأ بيروت والأحياء المتضررة. ويُعطي الصندوق أولوية لثلاثة محاور رئيسية: 1) التعافي الاجتماعي والاقتصادي وتعافي قطاع الأعمال
2) تهيئة الظروف للإصلاح وإعادة الإعمار
3) تعزيز التنسيق والمتابعة والمساءلة والرقابة ضمن إطار الإصلاح والتعافي وإعادة الإعمار.
 
وسيستفيد الصندوق من المعايير المالية والتعاقدية المعتمدة من قبل البنك الدولي من خلال تطبيق إطاره المالي والتعاقدي للإدارة المالية والمشتريات والإجراءات الوقائية البيئية والاجتماعية. وسيحرص الصندوق كذلك على أن تُعزِّز البرامج الممولة المساواة بين الجنسين والمشاركة المجتمعية وأن تدعم الفئات المستهدفة من النساء والشباب والسكان الأشد احتياجاً، وفق ما جاء في البيان.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم