السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

التغيّر المناخيّ يهدّد البندقيّة... واليونيسكو لم تدرجها ضمن التراث المعرّض للخطر

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
البندقيّة في ذروة ارتفاع منسوب المياه.
البندقيّة في ذروة ارتفاع منسوب المياه.
A+ A-
تتّجه الأنظار اليوم إلى الوثيقة، التي نشرتها اليونيسكو على موقعها الإلكتروني خلال الدورة الموسّعة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي، التي تنعقد في الرياض من 10 إلى 25 أيلول ضمناً، وأشارت فيها إلى تدهور الهوية الثقافية والاجتماعية وسلامة مدينة البندقية بسبب مخاطر المناخ وواقع السياحة والأنشطة البشرية، ما حفّز المنظمة على أن تصبح المدينة ثاني موقع في الاتحاد الأوروبي يتمّ إعلانه معرّضًا للخطر، بعد انضمامها إلى المركز التاريخي لمدينة فيينا.
 
 

ولفت الموقع الى أنّ "التصنيف يهدف إلى إعلام المجتمع الدولي بالمخاطر التي تهدّد الممتلكات وتشجيع التدابير التصحيحية"، مشيراً إلى أنّه "قد يُطلب ذلك، خاصة عندما لا تمتلك دولة ما القدرة على حلّ المشاكل التي تهدّد مواقعها، من أجل حشد الدعم الدولي".
 
 
 


التدابير الملموسة
بعيداً عن مضمون الوثيقة، سيكون هذا التصنيف بالنسبة إلى إيطاليا بمثابة دعوة إلى السلطات المحلية، لاعتماد المزيد من التدابير الملموسة، مع العلم أنّ اللجنة كانت قد اتفقت بالفعل مع إيطاليا على الإجراءات التي سيتمّ تنفيذها للحفاظ على مدينة البندقية خلال دورات 2014 و2016 و2017 و2019 و2021.
 

 
وفي المعلومات أنه في العام 2021 على وجه الخصوص، سبق للجنة أن ذكّرت بإمكانية إعلان الموقع مهدداً بالانقراض، ما دفع المدينة إلى الإعلان عن حظر دخول السفن السياحية إلى قناتي القديس مارك وجوديكا، وهو القرار الذي أوصى به المجلس بشدّة قبل عامين.

لكن هذا العام، ورغم أن اللجنة رصدت بعض الارتياح لبعض مبادرات المدينة، مثل أعمال إعادة التأهيل بعد المدّ العالي الاستثنائي لعام 2019، أو تطوير التكنولوجيا المتطورة في ما يتعلق بالتنبّؤ بالمد والجزر، إلّا أنّ الجهود لم تعد تؤخذ في عين الاعتبار، ما دفع اللجنة الدولة الإيطالية إلى دعوة الى ضمان "الجهود المشتركة لأصحاب المصلحة المحليين والوطنيين والدوليين لمعالجة هذه المشاكل التي طال أمدها بطريقة فاعلة ومستدامة.


من المهم الذكر أيضاً أن اللجنة تسلّط اليوم وأكثر من أيّ وقت الضوء، إلى جانب التحديات المعروفة بالفعل المتمثلة في ظاهرة الاحتباس الحراري والسياحة الجماعية والتطوير الحضري إلى المخاطر الموجودة بالفعل والتي تهدد الأصالة التاريخية للمدينة، على مشاريع جديدة.
ويذكر أنّ اليونيسكو أبدت استنكارها لواقع غياب أيّ اتصال "مستدام وجوهري" من إيطاليا مع مركز التراث العالميّ، معربة عن قلقها من أنّ البلاد "لم تقم بمشاورات لتطوير التدابير التصحيحية، ما دعم قراراً صارماً  اعتبارًا من الصيف المقبل، حيث سيتعيّن على السائحين الحجز مسبقًا لزيارة مدينة البندقية".

مخاطر المياه
إذاً، مدينة البندقية مهدّدة بشكل خاص من مخاطر ارتفاع منسوب المياه المرتبط بتغيّر المناخ. ولحماية الموقع من ذروة المد والجزر التي تسبب الفيضانات، أطلقت المدينة نظام MOSE في العام 2003، الذي يسمح بعزل البحيرة عن البحر أثناء ارتفاع المد، إضافة إلى أنّه من المخطّط أيضًا إنشاء نظام لرفع ساحة القديس مارك، وهي واحدة من أكثر الأماكن انخفاضًا في المدينة والمعرّضة بشكل خاص للفيضانات.

في المعلومات المتداولة أنّه يمكن أن تنضمّ البندقية وبحيرتها قريباً إلى قائمة "التراث في خطر" إذا لم يتم القيام بأيّ شيء لمنع السفن السياحية من المرور بالقرب من المدينة".

1 شباط
 

 
 
رغم أنّ اللجنة تعترف بجهود معينة للحفاظ على الموقع، إلّا أنّها تعتبر أنّ المدينة "لا تزال تواجه خطراً مؤكّداً"، ما يتطلب تعريض الموقع للخطر، بالإضافة إلى ذلك، تطلب اللجنة من إيطاليا تقديم تقرير محدث عن حالة الحفاظ على البيئة وتنفيذ التدابير المذكورة في الوثيقة، في حلول 1 شباط 2024، ما يفسح المجال لإعادة النظر في قرار وضع البندقية وبحيرتها أو عدم وضعها إلى قائمة المواقع الأثرية، ويفسح من جهة اخرى على إدراج مواقع التراث العالمي المعرّضة للخطر في أيلول الحالي خلال الدورة الخامسة والأربعين للجنة التراث العالمي.

[email protected]
Twitter:@rosettefadel

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم