السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بريجيت ماكرون بين الأمس والغد... قوّة ناعمة إلى جانب سيّد الإليزيه

المصدر: "النهار"
روزيت فاضل @rosettefadel
الرئيس الفرنسي ماكرون وزوجته بريجيت في باريس (أ ف ب).
الرئيس الفرنسي ماكرون وزوجته بريجيت في باريس (أ ف ب).
A+ A-
أوضحت السيّدة الأولى في فرنسا بريجيت ماكرون في لقاءات صحافية عدة، أنها تثق بدورها في الإليزيه مؤكدة أنها حاضرة دوماً في القصر الرئاسي دون أن تبرز بأم العين أو حتى أن يشاهد أحد ما تقوم به.

منذ نهاية أزمة السترات الصفراء، اضطلعت السيدة الأولى بدور سياسي أكثر حزماً مما كانت عليه في بداية ولايتها، التي استمرت خمس سنوات.

دخلت الريف بكامل قدمها، حتى لو نفت ذلك بإصرار. برز ذلك أثناء السفر إلى مرسيليا ثم إلى ليون في الأيام الأخيرة، حيث أولت بريجيت ماكرون عناية جيدة لإظهار الودّ تجاه قدامى المحاربين الذين ما زالوا يقودون مدينتهم.
 
في الحسّ السياسي، كشفت مجلة " لوباريزيان" أن بعض المقربين من الرئيس ماكرون يعتمدون على الحسّ السياسي المرهف، الذي تتميّز به بريجيت، لرصد الأمور، إضافة الى أنها نجحت في احتواء قضيّة بينالا محاولة التقليص من أهميته، ما جعلها أفضل محامية لرئيس الدولة ولا سيما في الفصل الثاني من ولايته بتفويض سياسي للغاية. في ضوء ذلك، ستزداد أهمية السيدة الأولى في يوميات الإليزيه لينتهي الأمر الآن بأن لها عدداً أقل من المعارضين...
 


في الجانب الاجتماعي والتربوي، ساعدت السيدة الأولى خلال الحملة الرئاسية في تحسين صورة الزوجين الرئاسيين من خلال العمل من أجل القضايا الاجتماعية أو لصالح الأشخاص الأكثر فقراً. تشتهر بمراسلاتها مع العديد من الفرنسيين، وهي تتبع أجندتها حرفياً، وتلتزم بإدماج ذوي الحاجات الخاصّة وحماية الطفل مروراً بسفرها مع الأطفال المرضى. بالإضافة إلى ذلك، كانت تدرّس في مدارس معهد المهن من أجل التوظيف منذ أيلول 2018 وفالينس منذ آذار 2021، وهو مشروع أسّسته من أجل دعم الشباب فوق 25 سنة، إضافة الى أنها وضعت في أولويات الولاية الثانية للرئاسة مناهضة التنمّر في المدارس وإطلاق حملات على مخاطر الانترنت على الأولاد وسبل حمايتهم من سلبياتها.
 


لا شك في أنها اهتمت بحرب أوكرانيا، ولا سيما من خلال تسهيل وصول أطفال أوكرانيين الى فرنسا ودخولهم المدارس وذلك من خلال تواصلها الدائم مع السيدة الأولى في أوكرانيا أولينا زيلينسكي.

"سأحاول أن أكون مثلك"
 


لمَ يشبّهها البعض ببرناديت شيراك؟ كشفت مجلة باري ماتش أن بريجيت ماكرون خلفت في عام 2019 برناديت شيراك في رئاسة في جمعية "مستشفيات باريس ـ مستشفيات فرنسا"، التي أسّستها شيراك عام 1994 والتي حددت هدفها بتحسين شروط إقامة الأطفال والطاعنين في السن في المستشفيات والمصحّات.

وقد نقلت مجلة لو باريزيان، تنويهاً هاماً ذكرت فيه أنه على مدى العامين الماضيين، أتيحت للسيدة برناديت شيراك الفرصة لقياس وتقدير إرادة والتزام السيدة بريجيت ماكرون لخدمة الفرنسيين ولا سيما في ما يتعلق بالفئات الأكثر ضعفًا من بينهم.

في التفاصيل، كشفت مجلة باري ماتش أن ماكرون كانت في مستشفى أورليان تتابع مراحل حملة "النقود الصفراء" الداعمة للمحتاجين، التي أطلقتها شيراك وأتاحت منذ إنشائها جمع ما يقرب من 98 مليون يورو وتمويل أكثر من 8900 مشروع دعماً للمحتاجين.
وجهت ماكرون تحيّة إكبار لأرملة جاك شيراك شاكرة لها جهودها الجبّارة وواعدة إيّاها بأن "أحاول أن أفعل مثلك"، مشيرة الى أن "المرضى ومقدّمي الرعاية والمساعدين سيكونون المحاور الثلاثة في هذا العام".

 
 
55 في المئة
ماذا يقول العامّة عن أداء السيدة الأولى؟ في الحقيقة، كشف استطلاع رأي قام به معهد Ifop المعنيّ بدراسة الرأي الفرنسي وتقويمه في الداخل والخارج في دراسة عن أداء بريجيت ماكرون لمصلحة باري ماتش أن 55٪ من الفئة المستهدفة في الاستطلاع أبدت رضاها عن أفعالها، ويعتقد أكثر من نصف المشاركين أن بريجيت ماكرون تمارس تأثيراً إيجابياً على رئيس الجمهورية. علاوة على ذلك، يعتقد 52٪ أنه لا ينبغي أن تبقى في الظل،   مع الإشارة الى أن واحداً من كل ثلاثة فرنسيين يرغب بالفعل في مشاركة بريجيت ماكرون في الحملة الانتخابية الرئاسية.

لكن التحقيق المرافق لهذا الاستطلاع نبّه الى أن دور السيدة الأولى لفرنسا لا يشبه البتة المهام المتعارف عليها في بلدان أخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة، التي تتمتع السيدة الأولى فيها بوضع رسمي، على الرغم من عدم وجودها في الدستور.
لا تزال السيدات الأوليات حاضرات في كل من وسائل الإعلام، و العالمين الخيري أو حتى السياسي، دون أن يلحظ أيّ نصّ رسمي مهامها.

رفيقة ديبلوماسية
 

 
تُعدّ السيدة الأولى "رفيقة ديبلوماسية". هذا هو سبب وجودها مع زوجها في معظم رحلاتها. بالإضافة إلى ذلك، تحضر حفلات الاستقبال في الإليزيه، أو ترسم خطط الجلوس أو تختار قائمة الطعام، إضافة الى أن معظمهن يشاركن في العمل الإنساني.

في الواقع، فإن دور السيدة الأولى في الولايات المتحدة يكاد يكون بنفس أهمية منصب الرئيس. علاوة على ذلك، فإن هذه الوظيفة منصوص عليها في قانون دخل حيز التنفيذ في 2 تشرين الثاني 1978 برئاسة جيمي كارتر. على وجه الخصوص، يُسمح لزوجة الرئيس بأن يكون لديها طاقم من 12 شخصاً، بالإضافة إلى ذلك، يحق للسيدة الأولى أيضًا الوصول إلى موقعها الرسمي على خدمات التواصل الاجتماعي على اختلافها.
على عكس فرنسا، تلقي السيدة الأولى للولايات المتحدة أيضًا خطابات. نتذكر على وجه الخصوص الانتخابات بين دونالد ترامب وباراك أوباما حيث عبّرت زوجتاهما عن رأيهما علناً.

لا شك في أن الأعمال النقابية والإنسانية هي أيضاً في قلب أنشطة السيدات الأوليات. كانت لورا بوش ملتزمة بحقوق المرأة بينما طلب بيل كلينتون من زوجته هيلاري التفكير في إصلاحات النظام الصحّي.

لا تزال ميشيل أوباما بلا شك واحدة من الشخصيات البارزة في السيدات الأوليات، إذ كانت منخرطة جداً في التعليم ومكافحة السمنة. عملت كثنائي مع زوجها. ثم شكلا فريقاً حقيقياً للنهوض بهذين السببين.

[email protected]
Twitter:@rosettefadel
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم