الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

روسيا توسّع نفوذها في أفريقيا عبر النيجر ومحاولات لاستبعاد أميركا

المصدر: أ ف ب
صورة ارشيفية- جنود من النيجر يقومون بدورية في صحراء إيفروان لحماية السياح وشخصيات كبيرة خلال مهرجان (12 شباط 2020، أ ف ب).
صورة ارشيفية- جنود من النيجر يقومون بدورية في صحراء إيفروان لحماية السياح وشخصيات كبيرة خلال مهرجان (12 شباط 2020، أ ف ب).
A+ A-
تسعى موسكو لتعزيز نفوذها في النيجر، حيث يتحرّك المجلس العسكري لإبعاد الولايات المتحدة، في تقدّم روسي جديد في المنطقة بينما يتراجع الحضور العسكري الغربي.

أعلن الجيش النيجري نهاية الأسبوع تخليه عن اتفاق مع الولايات المتحدة "بأثر فوري"، رغم أن تداعيات الخطوة ما زالت غير واضحة.

مثّلت النيجر شريكا مهما للغرب في المعركة ضد الجهاديين في منطقة الساحل. لكن على غرار جارتيها الخاضعتين للحكم العسكري، مالي وبوركينا فاسو، سعت للتقارب مع روسيا منذ تولى المجلس العسكري السلطة.

وأجبرت إطاحة الجيش في تموز 2023 الرئيس المنتخب محمد بازوم القوات الفرنسية على المغادرة وباريس على إعادة النظر في استراتيجيتها في المنطقة.

وأفاد الاستاذ في كلية الحرب البحرية الأميركية كريستوفر فولكنر فرانس برس بأن "روسيا تعمل على تسهيل إقامة علاقة عسكرية أكثر تقاربا مع النيجر منذ الانقلاب".

وأضاف "أتوقع أن يتم التوصل إلى اتفاق من نوع ما"، موضحا أن الخطوة الروسية "انعكاس للأهمية التي توليها موسكو لنفوذها في أفريقيا".

- "إبرام صفقات" -
أفادت عدة مصادر أجنبية طلبت عدم الكشف عن هوياتها فرانس برس عن عدم وجود إجماع ضمن صفوف المجلس العسكري على إقامة تحالف مع موسكو.

لكن سياسة النيجر الخارجية تنتقل بعيدا عن الحلفاء الغربيين منذ قرار المجلس العسكري قطع التعاون مع فرنسا.

غادر آخر الجنود الفرنسيين البلاد في كانون الأول، لكن ما زال هناك حوالى ألف جندي اميركي يديرون قاعدة مسيّرات صحراوية بقيمة 100 مليون دولار في شمال النيجر.

ومن ثم في شباط 2024، أصدرت نيامي مرسوما أعلنت فيه أن الإنفاق العسكري لن يعود خاضعا للإشراف.

وقال فولكنر إن "ذلك يعزز فرصهم في إبرام صفقات مع روسيا يصبح تعقبها أكثر صعوبة وتعزز سلطة المجلس العسكري" من خلال تخفيف الشفافية في ما يتعلّق بالإنفاق الدفاعي.

وأفاد مصدر عسكري أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته فرانس برس بأن التخلي عن التعاون مع الولايات المتحدة ووضع حد للضوابط المرتبطة بالإنفاق العسكري كان "شرطا مسبقا للاتفاق المقبل" بين النيجر وروسيا.

- "هنا ليبقوا" -
يندرج تحوّل النيجر للتقارب مع موسكو في إطار اتجاه لافت في المستعمرات الفرنسية السابقة في أفريقيا للابتعاد عن الغرب والهيئات الدولية.

وبدلا من نشر جنود نظاميين، اكتسبت موسكو نفوذا عبر إرسال مرتزقة من مجموعة فاغنر التي تخدم أهداف الكرملين في أفريقيا منذ العقد الأول من الألفية.

وباتت المجموعة تحت مظلة الكرملين بعدما أعيد تنظيمها وتسميتها "فيلق أفريقيا" عقب وفاة مؤسسها يفغيني بريغوجين اثر تحطّم طائرته في ظروف غامضة في آب 2023، في خطوة تمثّل اعترافا رسميا بدور روسيا في منطقة الساحل.

وروسيا موجودة بالفعل في مالي بعد اتفاق بين النظام العسكري في باماكو ومجموعة فاغنر.

واعترفت بوركينا فاسو المجاورة مؤخرا بالدعم الروسي لها "اللوجستي وعبر التدريب التكتيكي".

في الأثناء، انتشرت صور على وسائل التواصل الاجتماعي لطوابير طويلة من الروس الذين غطوا وجوههم  (يعتقد على نطاق واسع بأنهم مرتزقة) وهم مصطفون خارج مقر السفارة الروسية في بانغي للتصويت في الانتخابات الرئاسية الروسية.

وقالت لو أوزبورن من مجموعة "كل العيون على فاغنر" لفرانس برس إن "المرحلة الأولى من النفوذ الروسي في أفريقيا لم يُعترف بها بشكل علني".

وأضاف "كانت مخفية، ما جعل فاغنر مفيدة للغاية. لكن الآن، رسّخ الروس تواجدهم بشكل رسمي أكثر. في الساحل أو جمهورية أفريقيا الوسطى، تم نشر صور وفود روسية".

وأضافت "الرسالة: إنهم هنا ليبقوا".

- "وجود من نوع ما" -
تشعر الولايات المتحدة بالقلق حيال تقارب النيجر مع روسيا، لا سيما لأن سحب قواتها سيعني ترك منشآت عسكرية حيوية للروس.

وأفاد ناطق باسم الخارجية الأميركية بأن واشنطن تتواصل مع نيامي "سعيا للحصول على توضيحات.. ومناقشة الخطوات التالية".

ذكرت "واشنطن بوست" الجمعة أنه حتى الآن، فإن المسؤولين الأميركيين يسعون في جلساتهم المغلقة لتحديد إن كانت واشنطن "يمكنها المحافظة على نوع من الوجود العسكري في البلاد".

وفي فرنسا، يشعر بعض المقرّبين من الرئيس إيمانويل ماكرون بعدم الرضى لعدم اتباع واشنطن نهج فرنسا في رفض الاعتراف بالمجلس العسكري من الأساس.

ومع زيارة وفود أميركية عالية المستوى النيجر غداة الانقلاب، أبدت فرنسا اهتماما بالتدخل العسكري لإعادة بازوم إلى السلطة.

وكتب النائب في الحزب الحاكم في فرنسا بنجامان حداد على منصة "إكس" "لربما يلقّن ذلك درسا للولايات المتحدة التي سارعت للاعتراف بالمجلس العسكري ولم تتضامن معنا".

تحد الموارد التي تحتاج اليها روسيا من أجل حربها في أوكرانيا من إمكاناتها، بحسب رافايل بارينز من "معهد أبحاث السياسات الخارجية" في الولايات المتحدة.

وأضاف أن موسكو على الأرجح "ترغب في الدخول في اتفاق مع النيجر".

لكنه أضاف أن "قدرتها على دعم هذه العملية بالقوة العسكرية مسألة مختلفة تماما".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم