الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

تسوّق احتياطي وتصاعد للقلق... جدل حادّ في السويد بعد دعوات إلى الاستعداد للحرب

المصدر: "أ ف ب"
امرأة تعبر الشارع بعد تساقط الثلوج في سوندبيبيرج، بالقرب من ستوكهولم (4 ك2 2024 - أ ف ب).
امرأة تعبر الشارع بعد تساقط الثلوج في سوندبيبيرج، بالقرب من ستوكهولم (4 ك2 2024 - أ ف ب).
A+ A-
تثير الدعوات التي أطلقها الجيش والحكومة السويدية إلى الاستعداد للحرب جدلاً حاداً وموجات من التسوق الاحتياطي وتصاعداً للقلق بين الأطفال.
 
ترسل السويد بانتظام قوات لعمليات حفظ السلام لكن هذا البلد المرشح للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) منذ أيار 2022، لم يشارك في أي نزاع مسلح منذ حروب نابليون ومعظم السويديين لا يعرفون أي شيء عن وقائع الحرب.
 
في مؤتمر حول الدفاع، الأحد، قال وزير الدفاع المدني كارل أوسكار بوهلين: "قد تحدث حرب في السويد" محذراً من أيّ تراخٍ في هذا المجال. وبعد أيام، طرح القائد الأعلى للقوات المسلحة السويدية ميكايل بيدن الفكرة نفسها، وعرض منازل محترقة ومدمرة بالقصف في أوكرانيا. وسأل: "هل تعتقدون أن هذه يمكن أن تكون السويد؟"، مؤكداً أنّه لا يطرح مجرد سؤال بسيط.
 
قال بيدن إنّ "حرب روسيا ضدّ أوكرانيا هي مرحلة وليست هدفاً نهائياً، فالهدف هو إنشاء منطقة نفوذ وتدمير النظام العالمي القائم على نظم محددة". وأضاف قائد الجيش أنّ السويديّين "يجب أن يستعدّوا نفسياً للحرب".
 
بالإضافة إلى ترشحها للناتو، وقّعت السويد اتفاقاً في بداية كانون الأول يسمح للولايات المتحدة باستخدام 17 قاعدة عسكرية على أراضيها.
 
 
أطفال قلقون
بعد هذه التصريحات التي حظيت بتعليقات واسعة، أشارت المنظمة غير الحكومية "بريس" التي تعنى بحقوق الأطفال إلى أنّها سجلت زيادة كبيرة في عدد الاتصالات الهاتفية بخط الطوارئ الخاص بها من أطفال قلقين من احتمالات الحرب.
 
وقال الأمين العام للمنظمة ماغنوس ياغرسكوغ، في بيان، إنّ "العديد من الأطفال يعانون ارتفاع مستوى القلق لديهم بسبب هذه المعلومات".
 
تحدث عدد من مجموعات المتاجر عن زيادة في مشتريات سلع مثل أجهزة لاسلالكي للطوارئ والصفائح ومواقد التخييم، فيما أثارت هذه التصريحات جدلاً حاداً حول طبيعتها المثيرة للقلق.
 
في الإطار، قالت ماغدالينا أندرسون، زعيمة الحزب الديموقراطي الاشتراكي ورئيسة الوزراء السابقة، إنّ "الوضع خطير لكن من المهم أيضاً أن نوضح أنّ الحرب ليست على الأبواب".
 
بدوره، كتب المعلّق غوران غرايدر الذي يميل إلى اليسار أنّه يعتقد أنّ تصريحات الجيش ناجمة عن "رغبة متكتّمة باختبار القوات القتالية السويدية". لكن، في مقالته الافتتاحية لصحيفة "داغينس نيهيتر"، اعترف أيضاً بأنّ الرسالة الحقيقية هي على الأرجح "أعطونا المزيد من المال".
 
في مقالتها الافتتاحية قالت الصحيفة نفسها إنّ عدداً من الردود على الدعوة للاستعداد كانت "سخيفة"، ولكن من "الخطأ" التأكيد أنّ وقوع حرب مستحيل.
 
من جانبها، سخرت روسيا من التصريحات السويدية. وكتبت السفارة الروسية في السويد على منصة "إكس": "ربما يجب على القادة السويديين الكف عن دفع شعبهم إلى الرهاب".
 
 
"حلم الحرب"
قال أليكسي بوشكوف، عضو مجلس الشيوخ في البرلمان الروسي، على تطبيق "تلغرام"، "لدينا في بعض الأحيان انطباع بأنّ بعض الجنود والصحافيين السويديين ربما يحلمون بالحرب".
 
ويرى مارك غاليوتي من "المعهد الملكي للخدمات المتحدة" (Royal United Services Institute) أنّ احتمال مهاجمة روسيا للسويد مبني على أساس ضعيف. وقال لوكالة "فرانس برس": "أفهم أنّ على الجيش أن يفكر في أسوأ السيناريوهات، وقد أظهرت روسيا أنها أكثر عدوانية مما كان متوقعاً". وأضاف: "لكن يجب أن أعترف بأنني أشك في احتمال حدوث مثل هذا السيناريو".
 
وأشار إلى عدد من العوامل التي تجعل فرضية الهجوم الروسي غير مرجحة على حدّ قوله، من بينها خصوصاً "أنّ الجيش الروسي، أو على الأقل القوات البرية بالتحديد أضعفت" بسبب الحرب في أوكرانيا. وتابع غاليوتي أنّ "السؤال الأهم هو لماذا يفعل بوتين ذلك؟".
 
وأشار إلى أنّ أوكرانيا تحتل مكانة خاصة في رؤية فلاديمير بوتين لروسيا التي من ناحية أخرى لم تبدِ أيّ رغبة في مهاجمة دول البلطيق، وهو سيناريو يقال في أغلب الأحيان إنه يمكن للسويد أن تتورط فيه.
 
وأضاف الخبير أنّه من الصعب أيضاً تصوّر دخول روسيا في نزاع أكبر يشمل دولاً في الحلف الأطلسي.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم