الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

طلاب هارفرد وأساتذتها يأملون وضع حد للجدل "السياسي" حول معاداة السامية

المصدر: "النهار"
مظاهرة تضامنية مع غزّة في جامعة هارفارد بمدينة كامبردج. (أ ف ب)
مظاهرة تضامنية مع غزّة في جامعة هارفارد بمدينة كامبردج. (أ ف ب)
A+ A-
يأمل طلاب جامعة هارفرد الأميركية وأساتذتها أن يضع بقاء رئيسة هذه المؤسسة التعليمية الشهيرة في منصبها حدا للجدل "السياسي" حول اتهامات بمعاداة السامية داخل الجامعة التي تهزها تداعيات الحرب بين إسرائيل و"حماس".

وكان الحرم الجامعي التاريخي في قلب مدينة كامبريدج الساحرة، التي يطغى عليها الابنية المشيدة على الطراز الاستعماري البريطاني، هادئا الثلثاء بعيدا جدا عن توتر التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين في تشرين الأول.

وبقي من هذه الاحتجاجات، ملصقات يدعو بعضها إلى "وقف إطلاق النار" في غزة، فيما تؤكد أخرى أن "انتقاد إسرائيل" أو "إدانة إبادة جماعية" أمران "يختلفان عن معاداة السامية".

في هذه المدينة الصغيرة في منطقة بوسطن الكبرى، إحدى المدن التاريخية الأولى في القرن السابع عشر في شمال شرق الولايات المتحدة، يقول العدد القليل من الطلاب والأساتذة الذين وافقوا على التحدث إلى وكالة الصحافة الفرنسية، إنهم يستنكرون "التسييس" المفرط الذي غذته في الولايات المتحدة وإسرائيل اتهامات بمعاداة السامية داخل جامعتهم.
وكاد هذا الجدل أن يكلف رئيسة الجامعة كلودين غاي منصبها. وأصبحت غراي البالغة 53 عاما أستاذة العلوم السياسية من أصول هايتية، خلال الصيف أول أميركية سوداء تقود هذا الصرح المهم لدراسة القانون والاقتصاد منذ تأسيسه قبل 368 عاما.


"سقف أعلى"

وقالت الطالبة ماريسا غان (19 عاما) من ولاية ميسيسيبي "من يجب أن يستقيل ومن يجب أن يبقى؟ لست مخولة إبداء رأيي لكن أعتقد أنه بصفتنا مؤسسة عريقة، يطلب منا مستوى أعلى من الشروط وسقف أعلى" من مجرد مواقف جدلية مؤيدة للفلسطينيين أو لإسرائيل.
ودافعت الطالبة عن "سمعة" التميز التي تمتع بها جامعة هارفرد، آملة أن تهدأ الأزمة مع بقاء غاي في منصبها.

في الواقع، جددت "هارفارد كوربوريشن" الهيئة الإدارية للجامعة الثلثاء "دعمها" و"ثقتها" بغاري بعدما أدلت بتصريحات اعتبرت غير قاطعة في شأن المسائل المرتبطة بمعاداة السامية وحرية التعبير المقدسة في الولايات المتحدة، خلال جلسة استماع أمام مجلس النواب في الكونغرس في الخامس من كانون الأول.

ويشعر راين إينوس أستاذ العلوم السياسية وأحد مؤيدي غاي ال700، بالغضب من "الضغوط السياسية الصادرة من برلمانيين في الكونغرس وإسرائيل".

وقال لوكالة الصحافة الفرنسية "لا ينبغي لأحد أن يسيس هذه القضايا الخطرة جدا (...) المتعلقة بالحرب في الشرق الأوسط حيث يموت آلاف الأشخاص".

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحليف العسكري والديبلوماسي للولايات المتحدة التي تضم ستة ملايين يهودي، دان الأحد "تفشي معاداة السامية في الجامعات الأميركية".

من جهته، دان النصب التذكاري لمحرقة اليهود "ياد فاشيم" ما اعتبره "سرطانا".

هارفارد والولايات المتحدة "المحايدة"

ورأى دانيال أوغشو (20 عاما) الأميركي الأسود الذي التقته وكالة الصحافة الفرنسية مع أصدقائه الطلاب الذين لا يخفون مثله تعاطفهم مع الفلسطينيين، أن جامعة هارفارد والولايات المتحدة ينبغي أن تظلا "محايدتين" في شأن الحرب في غزة بين إسرائيل و"حماس".
وقال "يجب على بلدنا أن يبتعد عن صراعات دول أخرى. تمامًا مثل رئيسة" الجامعة، متهما في الوقت نفسه غاي بـ "دعم مفترض للحكومة الإسرائيلية".

وفي إشارة إلى قرار بقاء الرئيسة في منصبها، طالبت المنظمة الطالبية اليهودية الأميركية والعالمية "هارفارد هيليل" في رسالة بالبريد الإلكتروني، بتشكيل "إدارة تدعمها، وتسمي وتدين وتحارب معاداة السامية أينما وجدت".

من جهتها، واصلت مجموعة يهودية متطرفة تسمى "المشروع القومي اليهودي" (جويش ناشونال بروجيكت) الثلثاء تسيير شاحنتها الإعلانية المجهزة بلافتات إلكترونية مضيئة تتهم غاي بـ "معاداة السامية"، وتصفها بأنها "وصمة عار وطنية"، في شوارع كامبريدج.

وقال تاد إلمر وهو متقاعد من كامبريدج "يجب عدم تسييس الجامعات". وأضاف الرجل السبعيني "لا أفهم لماذا تشعر (الجامعات) بالحاجة إلى إبداء آرائها حول شؤون العالم"، مؤكدا أن "عليها تعليم الطلاب".



الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم