الصيت لأميركا ولكن الفعل لبريطانيا

اعترف عضو لجنة الأمن والدفاع والاستخبارات الأوكرانية دافيد أراخاميا بأن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون منع كييف في ربيع عام 2022، من توقيع السلام مع روسيا.لم يكن هذا الخبر مفاجئاً بالنسبة للكثير من المتابعين، فروسيا وأوكرانيا كانتا قريبتين من توقيع السلام في إسطنبول حيث وقّع الوفدان عدداً من الوثائق، وكان على فولوديمير زيلينسكي أن يوقعها أيضاً، ولو فعل ذلك لانتهت الحرب منذ أمد. مع دخول القوات الروسية الأراضي الأوكرانية في 24 شباط 2022، تحوّلت أنظار العالم إلى إدارة بايدن، في كيفية تدخلها في الصراع بين موسكو وكييف، إذ أوحت تصاريح الرئيس الأميركي جو بايدن للرأي العام العالمي، أنّ واشنطن تريد إطالة الحرب، انسجاماً مع سياستها المرتبطة بـ"الاحتواء" للقوة الروسية الصاعدة كي لا يكون هناك منافس جدي لها في قيادة النظام الدولي.لم تبخل الولايات المتحدة بدعمها لكييف، ولا سيما من خلال مدّها بالأسلحة التي تتناسب مع مجريات مسار الحرب مع القوة العسكرية الروسية المهاجمة. لقد كان لهذه الأسلحة في أحيان كثيرة دور عند الجيش الأوكراني للقيام بحرب مضادة بهدف استعادة أراضٍ احتلّتها موسكو. وقفت كافة الدول الغربية موقفاً واحداً خلف أميركا في هذه الحرب، لاعتبارها أن الطموح الروسي قد لا يتوقف عند ضمّ أوكرانيا، بل تخوّف الجميع من أن ينحرف نحو العمق الأوروبي، إذ منذ وصوله إلى السلطة في موسكو، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدف إلى عودة الروسي...