الثلاثاء - 21 أيار 2024

إعلان

هجوم على قافلة مهندسين صينيين قرب ميناء كوادر الباكستاني

المصدر: "أ ف ب"
ميناء كوادر.
ميناء كوادر.
A+ A-
قُتِل اثنان من الانفصاليين البلوش، الأحد، خلال هجوم على قافلة تنقل مهندسين صينيين إلى ميناء كوادر الباكستاني المموّل من بيجينغ التي دعت إسلام آباد لضمان أمن رعاياها ومصالحها بعد سلسلة استهدافات خلال الأعوام الماضية.

وسبق لمجموعات انفصالية بلوشية أن تبنّت هجمات استهدفت مشاريع مرتبطة بمشروع الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني الضخم، ما دفع السلطات الباكستانية لنشر آلاف عناصر الأمن لمواجهة أي تهديدات لمصالح بيجينغ.

والأحد، أعلن "جيش تحرير بلوشستان" في بيان أن اثنين من عناصره قتلا في هجوم على القافلة المتجهة الى الميناء الواقع في جنوب غرب باكستان.

وكانت المجموعة الانفصالية أعلنت في وقت سابق الأحد أن "كتيبة مجيد التابعة لجيش تحرير بلوشستان استهدفت قافلة مهندسين صينيين في كوادر".

وأكد مصدر في الشرطة لوكالة فرانس برس انتهاء العملية "بالقضاء على اثنين من المهاجمين" وإصابة ثلاثة جنود باكستانيين بجروح.

ولم يصب أي من المهندسين الصينيين بجروح، وفق ما أكدت قنصلية بلادهم في كراتشي، داعية رعاياها في الوقت عينه الى اتخاذ أقصى درجات الحيطة والحذر.

وأشارت في بيان الى أن "قافلة صينية من مشروع ميناء كوادر استهدفت بعبوات ناسفة مزروعة الى جانب الطريق وإطلاق نار في طريق عودتها الى منطقة الميناء آتية من مطار كوادر".

وأكدت أن "أيا من الرعايا الصينيين لم يقتل أو يُصَب" في الهجوم، مشيرة الى أن بيجينغ طلبت من السلطات الباكستانية "معاقبة المنفّذين بشدة واتخاذ تدابير ملموسة وفاعلة لضمان سلامة المواطنين والمؤسسات والمشاريع الصينيين".

وعادة ما يبالغ الانفصاليون البلوش لدى إعلانهم ما يعتبرونه انتصارات ميدانية. في المقابل، يقلل قسم العلاقات العامة التابع للجيش من أهمية الهجمات أو يتأخّر في إعلانها.

وقالت المجموعة الانفصالية إن الهجوم أدى الى مقتل أربعة صينيين وتسعة من الجنود الباكستانيين.

- استثمارات ضخمة -
والهجوم هو الأحدث في سلسلة اعتداءات طالت المصالح الصينية في باكستان.

فقد قتل ثلاثة أكاديميين صينيين وسائقهم الباكستاني في تفجير نفذته انتحارية من مجموعة انفصالية باكستانية واستهدف سيارتهم بالقرب من معهد صيني تابع لجامعة كراتشي في جنوب باكستان في نيسان 2022.

وتبنّى جيش تحرير بلوشستان العملية.

وقبل ذلك بعام، قتل خمسة أشخاص في هجوم تبنّته حركة طالبان باكستان في فندق فخم في كويتا كان يمكث فيه السفير الصيني الذي لم يصب بجروح.

وفي 2021 أيضا، قتل 12 شخصا بينهم تسعة صينيين في انفجار على متن حافلة سقطت بعدها في واد بشمال غرب باكستان. وكانت الحافلة تقلّ حوالى أربعين مهندسا وخبراء مساحة وعاملين في مجال الصيانة الميكانيكية صينيين يعملون في مشروع بناء سدّ داسو في إقليم خيبر بختونخوا.

وتضاربت الروايات بشأن أسباب الحادث.

فقد أعلنت الخارجية الباكستانية أن الحافلة سقطت في وادٍ "بعد حادث فني نجم عن تسرب غاز" تسبّب بانفجار، مؤكدة فتح تحقيق بالحادث.

لكن بيجينغ دعت إلى إنزال "عقاب شديد" بمنفذي "الهجوم" وإلى "ضمان أمن وسلامة المواطنين الصينيين والمؤسسات والمشاريع" الصينية في باكستان.

ويعد إقليم بلوشستان أقل مناطق باكستان من حيث التعداد السكاني الا أنه غني بالمعادن الطبيعية.

ويشكو البلوش منذ فترة طويلة من التهميش وعدم حصولهم على حصة عادلة من الإيرادات التي توفرها موارد الإقليم، ما ساهم في نشوء أكثر من عشر مجموعات انفصالية مسلّحة.

ويعد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني من ركائز مبادرة "حزام وطريق" الصينية، ويهدف الى الربط بين إقليم شينجيانغ في غرب الصين وميناء كوادر بجنوب غرب باكستان.

منذ إطلاق المبادرة في 2013، عبرت في "الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني" عشرات مليارات الدولارات المخصصة لمشاريع كبيرة في قطاعات النقل والطاقة والبنى التحتية.

وزار نائب رئيس الوزراء الصيني هي ليفينغ إسلام آباد في تموز الماضي لاحياء الذكرى العاشرة لإطلاق مشروع الممر الاقتصادي.

وكانت بيجينغ في السنوات الماضية من أكثر الشركاء الأجانب الذين تعوّل عليهم إسلام آباد، اذ وفّرت مساعدة مالية لجارتها التي غالبا ما تواجه أزمات نقدية واقتصادية.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم