الثلاثاء - 14 أيار 2024

إعلان

ماكرون يطالب من سلوفاكيا بضمانات أمنيّة "ملموسة وموثوق بها" لأوكرانيا في حلف الأطلسي

المصدر: أ ف ب
ماكرون (إلى اليسار) مصافحا رئيس الوزراء السلوفاكي لودوفيت أودور خلال اجتماعهما في مقر الحكومة في براتيسلافا بسلوفاكيا (31 أيار 2023، ا ف ب).
ماكرون (إلى اليسار) مصافحا رئيس الوزراء السلوفاكي لودوفيت أودور خلال اجتماعهما في مقر الحكومة في براتيسلافا بسلوفاكيا (31 أيار 2023، ا ف ب).
A+ A-
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إلى منح أوكرانيا ضمانات أمنية "ملموسة وموثوق بها" في انتظار ضمّها إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو)، ودعا إلى تعزيز قوة أوروبا الدفاعية داخل الحلف رغم تحفظات العديد من دول وسط أوروبا وشرقها.

وحض ماكرون في خطاب ألقاه في منتدى الأمن الإقليمي "غلوبسيك" في براتيسلافا، الاتحاد الأوروبي أيضا على إعادة التفكير في حوكمته و"ابتكار صيغ" لتلبية تطلعات عضوية دول في أوروبا الشرقية والبلقان.

وأضاف "إذا أردنا (...) الضغط على روسيا وإذا أردنا أن نكون صادقين تجاه الأوكرانيين، يجب أن نمنح أوكرانيا الوسائل لمنع أي عدوان (روسي) جديد وإدراجها في بنية أمنية موثوق بها".

وتابع "سيكون موضوع تقديم الغرب ضمانات أمنية ملموسة وموثوق بها لأوكرانيا في قلب نقاشات جماعية في الأسابيع المقبلة" قبل قمة الناتو في تموز في فيلنيوس.

وينتظر أن يعيد قادة الدول والحكومات في الناتو خلال قمة فيلنيوس في 11 تموز و12 منه تأكيد دعمهم السياسي والعسكري لأوكرانيا التي تشهد منذ 15 شهرا هجوما روسيا يثير قلق الدول المجاورة التي كانت تدور في فلك الاتحاد السوفياتي السابق.

ويمكن منح هذه الضمانات من الدول الأعضاء في الناتو، في انتظار انضمام أوكرانيا إلى التحالف، وهو أمر سيبقى بعيد المنال طالما أنها في حالة حرب مع روسيا.

- إسرائيل المعيار؟ -
قد تكون تلك الضمانات تسليم أسلحة وتقنيات بالإضافة إلى تدريب أفراد عسكريين، لا سيما طيارين مقاتلين من شأنهم أن يجعلوا أوكرانيا أقرب إلى معايير الناتو.

وصرّح ماكرون "يجب أن نبني شيئا بين الأمن المقدم لإسرائيل (من جانب الولايات المتحدة) والعضوية الكاملة" في الناتو، معتبرا أن الإجماع على العضوية في فيلنيوس غير مرجح.

في الشرق، يخشى البعض من أن تؤدي مشاركة غير كافية لحلفاء أوكرانيا إلى تجميد خط المواجهة الحالي وتعزيز المكاسب الإقليمية لروسيا دون إحلال السلام.

وقال سلافومير دبسكي، مدير المعهد البولندي للشؤون الدولية "لن يمنح صراع مجمد روسيا سوى فترة راحة للاستعداد لعدوان آخر".

وأراد ماكرون الذي غالبا ما تركت مبادراته الديبلوماسية منذ بداية الهجوم الروسي شركاءه في الشرق في حالة من الشك، أن يقدم تطمينات حول هذه النقطة.

وقال إن "السلام لا يمكن أن يكون وقفا لإطلاق النار... يصل إلى صراع مجمّد".

وشدّد على أنه "يجب أن نضع أنفسنا في مكان يسمح لنا بدعم أوكرانيا على المدى الطويل في صراع شديد ومتوسط الحدة".

وكان ماكرون أثار حفيظة نظرائه مرات عدة باقتراحه "عدم إذلال" روسيا ومنحها على غرار أوكرانيا "ضمانات أمنية" عند انتهاء الحرب لعدم تكرار أخطاء 1918 التي أدت إلى بروز ألمانيا النازية.

- "أهمية الاتحاد الأوروبي" -
إلا أنه أعاد ضبط خطابه بعد ذلك مؤكدا أن السلام لا يمكن أن يحصل إلا بشروط أوكرانيا ويمر ب"هزيمة" روسيا.

كما دخل ماكرون في مناشدة طويلة لصالح السيادة الأوروبية، خصوصا على الصعيد العسكري.

وقال "يجب ألا نسمح بأن تُخطف أوروبا مرة ثانية" في إشارة إلى الحرب الباردة بين الأميركيين والسوفيات والتي كان جزء كبير من أوروبا مسرحا لها.

وأكد أن "أوروبا الدفاعية"، "الركيزة الأوروبية في حلف شمال الأطلسي" هي "أمر حتمي لكي تكون هناك صدقية على المدى الطويل" داعيا الأوروبيين الى امتلاك "قدرة ضرب في العمق" وإلى شراء أسلحة أوروبية.

وقال الرئيس الفرنسي "جغرافيتنا لن تتغير (...) روسيا ستبقى روسيا مع الحدود نفسها ويجب أن نبني فضاء، يتيح لنا التعايش بأكثر الطرق سلمية، بدون أي سذاجة، مع روسيا الغد".

ويعول الأوروبيون الشرقيون إلى حد كبير على الناتو الحاجز الوحيد بنظرهم أمام ما يعتبرونه التهديد الوجودي الروسي ولا ينظرون بعين الرضا إلى تعزيز السيادة الأوروبية التي يروج لها ماكرون.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم