الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

الاحترار المناخي: تكاليف باهظة تُواصل الارتفاع والعالم "على أعتاب كارثة"

المصدر: "النهار"
نباتات مائية في مستنقعات إيفرغليدز في المتنزه الوطني بولاية فلوريدا (أ ف ب).
نباتات مائية في مستنقعات إيفرغليدز في المتنزه الوطني بولاية فلوريدا (أ ف ب).
A+ A-
أكّدت الإدارة الوطنية الأميركية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA)، الأسبوع الماضي، أنّ الولايات المتحدة شهد عام 2021 20 كارثة كبيرة متعلقة بالمناخ بلغت التكاليف المترتّبة على الأضرار التي خلّفتها 145 مليار دولار، وأودت بحياة 688 شخصاً على الأقلّ.

كان عام 2021 أيضاً واحداً من أكثر الأعوام سخونة على مستوى العالم، والرابع من حيث السخونة في الولايات المتحدة منذ أن بدأت بحفظ السجلات المناخية قبل 127 عاماً.

في السياق، يقول كبير خبراء المناخ والطاقة في برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP) جون كريستنسن: "إذا ربطنا بين الزيادات في درجات الحرارة العالمية المختبرة ونتائج الفريق العامل الأول للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) بتقريرهم الصادر في آب الماضي عن علم تغير المناخ، فمن المرجح جدّاً أن تزداد وتيرة الكوارث المرتبطة بالمناخ وحجمها وتكلفتها ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن في أنحاء العالم جميعها".

على الرغم من انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري عام 2020 بنسبة 5.6 في المئة، بسبب القيود المتعلقة بوباء كوفيد-19، استمرّت تركيزات غازات الاحتباس الحراري الرئيسية وثاني أكسيد الكربون والميثان وأكسيد النيتروز في الغلاف الجوي بالزيادة في عامي 2020 و2021، وفق تقرير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) عن حالة المناخ العالمي لعام 2021.

يُظهر تقرير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) أنّ متوسط درجة الحرارة العالمية بين كانون الأول وأيلول 2021 بلغ نحو 1.08 ± 0.13 درجة مئوية فوق متوسط الأعوام 1850 - 1900، ما قبل الثورة الصناعية.

وتتوقّع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية أيضاً أنّ هناك فرصة بنسبة 40 في المئة لأن يتجاوز متوسط درجات الحرارة العالمية موقتاً 1.5 درجة مئوية في واحدة على الأقل من السنوات الخمس المقبلة، وهذا ما يحدث بالفعل في عدد من المناطق الفرعية.

وفقاً لاتفاقية باريس، التزمت الدول الأعضاء بالحدّ من ظاهرة الاحتباس الحراري إلى أقلّ من درجتَين مئويتَين، ويفضّل أن تكون 1.5 درجة مئوية، مقارنة بمستويات ما قبل العصر الصناعي. حدّدت كلّ دولة وقّعت على الاتفاقية هدفاً يُعرف باسم "المساهمة المحدّدة وطنياً" (NDC)، لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2030 تقريباً.

شهدت أعمال مكافحة التغيّر المناخي مؤخراً مشاركة تعهّدات جديدة من حكومات العالم في مؤتمر الأطراف المعني بتغيّر المناخ التابع للأمم المتحدة (كوب26) في تشرين الثاني 2021. ولكن وفقاً لتقرير فجوة الانبعاثات لعام 2021 الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، فإنّ هذه الجهود لا تزال غير قوية بما يكفي في أيّ مكان.

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في رسالته الختامية إلى المؤتمر أنّ "كوكبنا الهشّ معلّق بخيط رفيع"، مضيفاً: "ما زلنا نقف على أعتاب كارثة مناخية (...) يجب بحلول عام 2030، أن نقلل الانبعاثات العالمية بنسبة 45 في المئة مقارنة بمستويات عام 2010 للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050".


زخم متزايد للعمل
مع ارتفاع درجات الحرارة، يزداد الزخم العالمي لمواجهة تغير المناخ. في أكبر استطلاع للرأي في العالم حول التغيّر المناخي أُجري عام 2021، دعا معظم الناس إلى اتخاذ إجراءات مناخية واسعة النطاق.

شمل الاستطلاع، الذي ضمّ 50 دولة يسكنها أكثر من نصف سكان العالم، أكثر من نصف مليون شخص دون سن 18 عاماً، وهي دائرة انتخابية رئيسية معنيّة بتغيّر المناخ لا تستطيع عادةً التصويت في الانتخابات العادية.

سعياً لتوفير المعلومات ذات الصلة والمحدّثة لهؤلاء المهتمّين في جميع أنحاء العالم، أنشأ برنامج الأمم المتحدة للبيئة "غرفة متابعة الحالة البيئة العالمية" (World Environment Situation Room) عام 2019، وهي منصّة عرضية وضعها اتحاد شركاء البيانات الضخمة، تتضمّن معلومات ذات مرجعية جغرافية واستشعار من بعد ومراقبة الأرض، وتجمع البيانات المناخية في الوقت الفعلي تقريباً، مقدّمة هذه البيانات بتنسيق يسهل الوصول إليه.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم