الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

كرنفال ريو دي جانيرو يعود هذا الأسبوع بعد غياب عامين بسبب الجائحة

المصدر: "أ ف ب"
المحتفلون بفرقة كرنفال الشوارع "كورداو دو بواتا" يؤدون عرضًا خلال "بلوكو"، أحد المسيرات في الشوارع المؤدّية إلى مسابقة السامبا الرئيسية في ساحة سامبودروم (أ ف ب).
المحتفلون بفرقة كرنفال الشوارع "كورداو دو بواتا" يؤدون عرضًا خلال "بلوكو"، أحد المسيرات في الشوارع المؤدّية إلى مسابقة السامبا الرئيسية في ساحة سامبودروم (أ ف ب).
A+ A-
يعود كرنفال ريو دي جانيرو، أشهر كرنفالات العالم، يومي الجمعة والسبت، معيداً أجواء الاحتفالات الصاخبة ورقصات السامبا الاستعراضية بعد توقف عامين بسبب جائحة كوفيد-19، بحسب تحقيق لوكالة "فرانس برس".

وسيهتز مدرج سامبودروم مجدّداً لليلتين كاملتين، على وقع الآلات الإيقاعية، مع آلاف الراقصين بأزيائهم الاستعراضية والعربات المزينة التي توازي بطولها ارتفاع مبان متعدّدة الطوابق.

وألغيت نسخة 2021 من الكرنفال، عندما كان وباء كوفيد-19 لا يزال يودي بحياة المئات في البرازيل.

هذا العام، لم تقم المسيرات قبل أربعاء الرماد عملاً بالتقاليد، بعد إرجاء الحدث شهرين بسبب زيادة الإصابات بكورونا جرّاء المتحور "أوميكرون".

وتقول تاليتا باتيستا وهي راقصة من بورتيلا، إحدى أبرز مدارس السامبا التقليدية، لـ"فرانس برس": "هذه عواطف مكبوتة منذ زمن طويل. سيتعيّن علينا شرب الكثير من الماء لتعويض الدموع التي سنذرفها عند العروض".

وتقول بيانكا مونتيرو من مدرسة بورتيلا التي ستشارك في مسيرة استعراضية أمام مجموعة من 300 عازف إيقاع "سيكون كرنفالا مميّزاً للغاية، أشعر بأنني ناجية".
 

وترغب هذه الراقصة المتميزة التي فقدت أصدقاء وأفراداً من عائلتها خلال الجائحة، في "تكريم ضحايا كوفيد" الذي أودى بحياة أكثر من 660 ألف شخص في البرازيل.
 
لكن أكثر من 75 بالمئة من البرازيليين باتوا مطعمين بالكامل وانخفضت نسب الوفيات والإصابات بشكل حاد.
 
لذلك سيتمكن زهاء 75 ألف متفرج من التجمع عند جادة سامبودروم، شرط أن يقدّموا شهادة التطعيم.

وقال رئيس بلدية ريو دي جانيرو إدواردو بايس: "لقد اشتقت إلى ذلك، أحبّ الكرنفال. إنه حدث احتفالي يمثل هويتنا، هوية مدينة وبلد بأكمله".

"حركة مناهضة للعنصرية"
في جادة السامبادروم حيث تنتشر مدرجات حول مضمار طوله 700 متر، ستستعرض 12 مدرسة واحدة تلو الأخرى، ست مدارس مساء الجمعة وست أخرى في اليوم التالي، في محاولة للفوز بلقب بطولة الكرنفال.

ولإقناع لجنة التحكيم، ستقدّم كل مدرسة لأكثر من ساعة عروضها مع نحو ثلاثة آلاف راقص بملابس شبه عارية وست عربات احتفالية ضخمة في كل ليلة.
 

هذا العام، اختارت 8 مدارس من أصل 12 موضوعاً مرتبطاً بمكافحة العنصرية والجذور الأفريقية الضاربة بعمق في عالم السامبا.

على سبيل المثال، تقدّم مدرسة سالغيرو في الليلة الأولى موكبا بعنوان "المقاومة" مستوحى من حركة "حياة السود مهمة" التي هزت الولايات المتحدة بعد وفاة جورج فلويد، وهو رجل أسود قتله شرطي أبيض في أيار 2020.

وقال المدير الفني لمدرسة "سالغيرو" أليكس سوزا: "لقد أثارت هذه القضية تعاطفاً كبيراً في جميع أنحاء العالم ممّا انعكس على مدارس السامبا".

وستكرّم مدارس أخرى، مثل"غراندي ريو" و"موسيدادي"، رموزاً من الديانات البرازيلية الأفريقية.

"بعد سياسي"
وأوضح المؤرخ لويز أنطونيو سيماس، وهو مؤلف كتب كثيرة عن الكرنفال، أن "مدارس السامبا مظهر من مظاهر الثقافة الأفريقية-البرازيلية".

وجرى تناول هذه الموضوعات في مسيرات كثيرة في الماضي، لكنها اكتسبت أهمية جديدة تماماً منذ وصول الرئيس اليميني المتطرف جايير بولسونارو إلى السلطة عام 2019.
 
ويحظى بولسونارو المعتاد على إطلاق تصريحات توصف بأنها عنصرية أو معادية للمثليين، بدعم من الكنائس الخمسينية الجديدة التي تميل إلى شيطنة الطقوس الأفرو - برازيلية والكرنفال عموماً.

ويشدّد سيماس على أنه "في ظل الحكومة الحالية، يأخذ الكرنفال ذو الهوية السوداء القوية بعداً سياسياً كاملاً".

كما أن عودة احتفالات الكرنفال تشكّل مصدر ارتياح لقطاع السياحة الذي يتوقع أن يبلغ الإشغال الفندقي نسبة 85 بالمئة في نهاية هذا الأسبوع.

ولم يسمح مجلس بلدية ريو دي جانيرة بأنشطة كرنفال الشوارع التي يمكن أن تجمع أكبر مواكبها، "بلوكوس"، مئات آلاف المحتفلين. لكن لا يزال من الممكن لبعض المجموعات الأصغر أن تقدّم عروضها في الشوارع.
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم