الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

لماذا تفوّقت آسيا على الغرب بمواجهة كورونا؟

المصدر: "النهار"
عامل في القطاع الصحي يساعد في اتخاذ الإجراءات لمواجهة "كورونا"، إيطاليا، آذار 2020 - "أ ب"
عامل في القطاع الصحي يساعد في اتخاذ الإجراءات لمواجهة "كورونا"، إيطاليا، آذار 2020 - "أ ب"
A+ A-

البحث عمن كان الأفضل استعداداً لمواجهة جائحة كورونا قد لا ينتهي في وقت قريب. فالحدود بين المتنافسين ليست أصلاً واضحة. هل بالإمكان رسم حدود التنافس بين الشرق والغرب؟ أم بين أوروبا والولايات المتحدة وبالتالي بين الغرب نفسه؟ الحقيقة أنّ ثمة مجموعات متنافسة مختلفة باختلاف زوايا النظرة إلى الموضوع: يمكن النظر إلى القضية من معيار الديموقراطية أو الجغرافيا أو الصراع السياسي الدولي...

إحدى زوايا الصراع الجغرافية تُمكّن المراقبين من رسم حدود التنافس بين الغرب على ضفتي المحيط الأطلسي، وبين آسيا التي تشكل مدى ثقافياً وحيوياً يمكن أن يرسم الثقل السياسي والاقتصادي للمستقبل.

في دراسة أعدّها دايفد دالاس-ويلز ونشرتها مجلة "نيويورك ماغازين"، تم تسليط الأضواء على الفارق بين هاتين المجموعتين في التعامل مع الجائحة. برز اختلاف داخل المجموعة الأوروبية لكن بقي محدوداً بشكل نسبي.

كان أداء ألمانيا أفضل عموماً من الدول الأخرى، ومن بينها الولايات المتحدة. نظر كثر إلى المستشارة أنجيلا ميركل على أنها "منارة القيادة العقلانية"، وهي سياسية تكنوقراطية حائزة على شهادة دكتوراه في الفيزياء الكميّة.

من ناحية الوفيات الناجمة عن الفيروس، سجلت ألمانيا 900 وفاة بالمليون في مقابل 1600 بالمليون في الولايات المتحدة. لكن نيوزيلندا سجلت نحو 5 بالمليون، تايوان 0.42 بالمليون، فيتنام 0.36، الصين 3.36، كوريا الجنوبية 32، واليابان 67، وسجلت سينغافورة نسبة وفيات وصلت إلى 5 بالمليون. في المملكة المتحدة على سبيل المثال، وصلت النسبة إلى أكثر من 1800 بالمليون.

ليس التفسير لهذا الفارق واضحاً. ثمة متغيرات كثيرة تدخل في المعادلة. لكن مايكل مينا من جامعة هارفارد يرى أنّ المسؤولين والخبراء الغربيين كانوا جداً مترددين بفرض الإجراءات القاسية. في نيوزيلندا مثلاً، برز شعار "تعامَل مع كل حالة كما لو كانت جريمة قتل". لذلك، تم إغلاق مدينة أوكلاند مؤخراً بأكملها لأن عائلة واحدة أصيبت بالفيروس. لكن نيوزيلندا عبارة عن جزيرة صغيرة وتتمتع حكومتها بثقة شعبية عالية. لهذا قد يسهل السيطرة على الوباء.

غير أن أوستراليا، كما تذكر المجلة، دولة أكبر بكثير ولديها رئيس وزراء يشبه الرئيس السابق دونالد ترامب أو بالحد الأدنى، رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، وينتشر فيها إعلام يسوده الاستقطاب. مع ذلك، لم تسجل سوى 36 وفاة بالمليون، أي 1 على خمسين من النسبة الأميركية.

يرى البعض أن تعرض دول آسيا للأوبئة في السابق هيّأها أكثر لمواجهة الجائحة الحالية. لكن الدول الأكثر تأثراً بالجائحة لم تكن تلك التي كانت على تواصل مع الصين بمقدار ما كانت تلك المتواصلة مع إيطاليا.

وقال الديبلوماسي البرتغالي السابق برونو ماسايس للمجلة نفسها إنه حين تدخلت الصين وفرضت إغلاقاً عاماً حازماً في ووهان، نظر الغربيون إلى ذلك التحرك على أنه مؤشر إلى تسلط النظام الصيني لا إلى جدية كبيرة. يعتقد والاس-ويلز أن أسطورة الغرب حول حصانته وعدم قابليته للهزيمة دفعته إلى الخسارة بسهولة أكبر. ومع ذلك، ليس الانتصار الآسيوي شاملاً.

فبريطانيا والولايات المتحدة أسرع حالياً من معظم دول آسيا في التلقيح من بينها كوريا الجنوبية واليابان. واستطاعت تقنيات الحمض النووي الريبوزي المرسال المستخدمة في اللقاحات الغربية مثل فايزر/بينوتك و"مودرنا" أن تُظهر فاعلية كبيرة ضد متحورات كورونا، إضافة إلى توقعات بقدرتها على مواجهة الجوائح المستقبلية بسرعة كبيرة إضافة إلى أمراض مستعصية مثل السرطان.

يقول عالم الاقتصاد تايلر كوين إنّ "الذي تعلمناه هو ما الذي يعنيه بالنسبة إلى أي دولة أن تكون جيدة في بعض الأمور – ليس الموضوع أحادي البعد كما قد يظن المرء. الدول جيدة في أمور مختلفة وليست جميعها مغلّفة في حزمة واحدة سعيدة".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم