السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

وفيات كورونا أعلى بكثير من الأرقام الرسمية؟

المصدر: "النهار"
دفن أحد المتوفين بسبب فيروس "كورونا" في إحدى المقابر البرازيلية - 6 كانون الثاني 2021، "أ ب"
دفن أحد المتوفين بسبب فيروس "كورونا" في إحدى المقابر البرازيلية - 6 كانون الثاني 2021، "أ ب"
A+ A-

تخطت الوفيات بسبب فيروس "كوفيد-19" عتبة 3.3 مليون نسمة حول العالم. لكنّ تقديرات خلصت إليها مجلة "إيكونوميست" تشير إلى أنّ العدد أعلى بكثير. للوصول إلى نموذج عن "الوفيات الزائدة"، أي الوفيات المتخطية لتلك التي تُسجَّل في سنة عادية، اعتمدت المجلة على البيانات حين بدت ذات صدقية وأدخلت 121 متغيراً ضمن أكثر من 200 دولة في نظام تعلم آلي.

 

بعدها، درّبت المجلة نموذج التعلم الآلي على استخدام عملية تسمى "تعزيز المَمال" لإيجاد علاقة الترابط بين هذه المؤشرات والبيانات حول الوفيات الزائدة في الأماكن التي توفرت فيها. استخدم النموذج المكتمل هذه العلاقات لتقديم تقديرات حول الوفيات الزائدة في الأماكن التي لم تتوفر فيها البيانات.

 

ووجدت المجلة أنّه بحلول 10 أيار، كان هنالك احتمال بنسبة 95% في أن يكون إجمالي الوفيات الناجمة عن فيروس "كورونا" يتراوح بين 7.1 مليون و 12.7 مليون نسمة، مع تقدير وسطي يصل إلى 10.2 مليون نسمة. وهذا يعني أنّ الأرقام الرسمية تمثل في أفضل الأحوال أقل من الأرقام الحقيقية بأكثر من النصف، وفي أسوأ الحالات، ربعها تقريباً.

 

اللافت هو أنّه في كلّ قارة، باستثناء أوقيانيا، قامت الخوارزميات بنمذجة وفيات زائدة تتخطى إجمالي الأعداد الواردة في الإحصاءات الرسمية. بحسب المجلة، من المحتمل أن تكون إجراءات الوقاية من "كوفيد-19" قد حدّت من خسائر الأرواح التي أمكن فقدانها بسبب أمراض اخرى، كالإنفلونزا السنوية، ولهذا السبب، توفي عدد أقل من الأشخاص في أوقيانيا.

 

أمّا على صعيد الفرد، فقد أشار نموذج المجلة نفسها إلى أن الوفيات بسبب "كوفيد-19" كانت فعلاً أسوأ في الدول الثرية. في آسيا وأفريقيا، وصلت نسبة الوفيات بالمليون إلى نصف ما هي عليه في أوروبا ومن ضمنها روسيا. وأرقام الهند قريبة من تلك التي سجلتها بريطانيا أقله حتى اليوم.

 

في بريطانيا أيضاً، أشارت التقديرات إلى وجود عدد وفيات زائدة أكثر مما أبلغت لندن رسمياً عنه ضمن أرقام الوفيات الناجمة عن "كوفيد-19" خلال الموجة الأولى. لكن التقديرات نفسها دلت إلى عدد وفيات أقل مما تم الإعلان عنه رسمياً خلال الموجة الثانية، وهذا يعني أن الإجراءات المتخذة لوقف انتشار الجائحة أنقذت أرواحاً أمكن أن تخسرها البلاد بسبب الأمراض الأخرى. وفي فرنسا، بدت الصورة مشابهة وفقاً للمجة نفسها.

 

في الولايات المتحدة، وصلت الزيادة في الوفيات إلى أكثر بـ 7.1% عما هو وارد رسمياً بين آذار 2020 وأواسط نيسان 2021.

 

بشكل غير مفاجئ، وجدت المجلة أنّ غالبية الوفيات الناجمة عن "كوفيد-19" والتي لم يتم ربطها بالفيروس، يمكن العثور عليها في الدول ذات المداخيل المنخفضة والمتوسطة. وتشير أرقام "إيكونوميست" إلى أنّ معدل تقديراتها للوفيات في معظم البلدان الغنية والتي تنتمي إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية يبلغ 1.17 ضعف الرقم الرسمي. أمّا معدل الوفيات التقديري لدول جنوب الصحراء الأفريقية فيبلغ 14 ضعفاً العدد الرسمي.

 

وثمة سؤال يثار عن السبب الذي يجعل نسبة الوفيات بالمليون في الدول الغنية أعلى من تلك التي سجلتها الدول الفقيرة على الرغم من أن الفئة الأولى نفذت إجراءات وقائية أطول وتمتعت بنظام رعاية صحية أفضل. من المرجح أن يكمن السبب في أن الدول الفقيرة ذات هرم سكاني أكثر شباباً.

 

على صعيد موازٍ، وبالرغم من انخفاضها من حيث القيمة المطلقة، تبقى نسب الوفيات بين المجتمعات الفقيرة الأكثر شباباً أعلى بكثير من النسب التي يمكن تسجيلها بالنسبة إلى مواطني دول ثرية ذات معدلات أعمار متشابهة. وللمتقدمين في السن داخل الدول الفقيرة، تبدو التوقعات قاتمة بحسب المجلة.

 

 

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم