الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

"قمع عابر للحدود"... أنظمة استبداديّة تطارد معارضيها إلى المنفى

المصدر: أ ف ب
صورة تعبيرية ( engin akyurt- Unsplash).
صورة تعبيرية ( engin akyurt- Unsplash).
A+ A-
تلجأ الدول القمعية إلى مجموعة واسعة جداً من الإجراءات القسرية ضد المعارضين في الخارج، مثل المراقبة والمضايقات عبر الإنترنت والتهديدات العائلية وإلغاء جواز السفر والاختطاف أو تغيير مسار طائرة لاعتقال معارض والاعتداء الجسدي أو حتى الاغتيال.

ظهرت رغبة الأنظمة الاستبدادية في بسط سيطرتها على مواطنيها خارج حدودها ضمن ما يُعرف بـ"القمع العابر للحدود"، مع اغتيال الصحافي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول في تشرين الأول 2018.

وبالرغم من أنّ هذه التكتيكات ظهرت بشكل غير مسبوق في القرن الحادي والعشرين، إلّا أنها "تعود إلى عدة عقود خلت"، حسبما أشارت المنظمة الأميركية لتعزيز الديموقراطية فريدوم هاوس في حزيران.

وأوضحت المنظمة أنّ "حكومة الرئيس الرواندي بول كاغامي بدأت في استهداف منفيين، بعد قليل من توليها الحكم في تسعينات القرن الماضي، كما أنّ الاغتيالات العابرة للحدود تعدّ ميزة للنظام الإيراني منذ الثورة في العام 1979، فيما اغتال الاتحاد السوفياتي ليون تروتسكي في المكسيك بطريقة غامضة في العام 1940".

وفي تقرير لقياس حجم القمع العابر للحدود صدر في العام 2021، صنّفت منظمة فريدوم هاوس التكتيكات المستخدمة ضمن أربع فئات:

- هجمات مباشرة (اغتيالات، اعتداءات، اختفاء، ترهيب جسدي، عمليات إعادة قسرية وعنيفة إلى البلاد).

- التعاون مع دول أخرى من أجل اعتقال أو تسليم أشخاص مستهدفين بإجراءات قانونية مشكوك فيها، من بينها إساءة استخدام نظام الانتربول.

- تقييد الحركة (سحب جواز السفر، رفض الخدمة القنصلية...).

- التهديدات عن بعد، بما في ذلك المضايقات عبر الإنترنت أو التجسّس وممارسة ضغوط عبر العائلة والمقربين، وهي أكثر الأشكال شيوعاً.

وأحصت المنظمة في تقرير صادر في حزيران، 735 فعلاً جسدياً أو تعديًا مباشراً بين عامي 2014 و2021 ارتكبتها 36 دولة، محذرة من أنّ هذا الرقم يعطي فقط نظرة عامّة جزئية عن الظاهرة.

وتتقدّم الصين هذه الدول بفارق كبير وبرصيد 229 حالة، لتحل بعدها تركيا (123) وطاجيكستان (43) ومصر (42) وروسيا (41).

خلال هذه الفترة، تورطت أوزبكستان في 31 إجراءً من هذا القبيل، تليها تركمانستان (30) ثم جمهورية سوفياتية سابقة أخرى وهي بيلاروس ب29 حالة وقعت جميعها في العام 2021، بعد تحدّي إعادة انتخاب الرئيس ألكسندر لوكاشينكو.

- الصين تتقدم الجميع - 
أوضحت فريدوم هاوس أن الصين تقود "حملة القمع العابرة للحدود الأكثر تعقيداً والأكثر شمولاً في العالم"، وذلك:

-  بناءً على مجموعة الأهداف والأقليات العرقية والدينية (الأويغور، التبتيون...) والمعارضين السياسيين ونشطاء حقوق الإنسان والصحافيين وأعضاء سابقين في النظام متهمين بالفساد.

- بناء على كثرة التكتيكات المستخدمة.

- بناء على اتساع نطاق تحركها عالمياً.

وقالت المنظمة غير الحكومية "سايفغارد ديفندر" في تقرير صادر في كانون الثاني، إنّ من بين حوالى 10 آلاف "هارب" أعيدوا رسمياً إلى الصين منذ إطلاق الرئيس شي جينبينغ حملة مكافحة الفساد في العام 2014، كانت الغالبية العظمى عبر استخدام أساليب خارج نطاق القضاء بما في ذلك الاختطاف.

- تركيا: حملة شاملة منذ العام 2016 - 
أوضحت فريدوم هاوس أن "منذ محاولة الانقلاب على الرئيس رجب طيب إردوغان في تموز 2016، يلاحق النظام كل من يعتبرهم أعداء له".

وتتميز تركيا بكثافة الجهود المستخدمة من أجل إقناع الدول المضيفة بتسليم أشخاص مستهدفين خارج أي إطار قانوني، وفقاً للمنظمة. 

وأشار هوغو غابيرو من الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان إلى أنها جعلت من المسألة الكردية "خطًا أحمر من خلال ربط كل ما له علاقة بالدفاع عن حقوق الأكراد بالإرهاب".

- روسيا: اغتيالات وانتهاكات لإخطارات الانتربول الحمراء -
أوضحت فريدوم هاوس أن فيما يُنسب ربع أعمال القمع العابر للحدود إلى الكرملين، فإنّ "الاغتيالات هي السمة المميّزة لروسيا". وتنسب إليها ثلث جرائم القتل المسجّلة في هذا السياق (32).

كذلك، تمثل موسكو 31 في المئة من إساءة استخدام تقارير الإنتربول المدرجة في قاعدة بيانات المنظّمة.

وأشار التقرير الصادر في العام 2021 إلى أنّه بدلاً من "السيطرة القسرية على الشتات، يدفع النظام النشطاء وغيرهم إلى خارج البلاد عبر القمع الداخلي، بشكل متعمّد على ما يبدو".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم