الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

جلسة صاخبة للكنيست الإسرائيليّة قبل التصويت على حكومة ما بعد نتنياهو... "مع السلامة يا بيبي"

المصدر: رويترز
نتنياهو لدى وصوله إلى الكنيست في القدس، قبل تصويت برلماني على حكومة جديدة (13 حزيران 2021، أ ف ب).
نتنياهو لدى وصوله إلى الكنيست في القدس، قبل تصويت برلماني على حكومة جديدة (13 حزيران 2021، أ ف ب).
A+ A-
من المنتظر أن تنتهي، اليوم الأحد، هيمنة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على السلطة، والتي استمرت 12 عاما عندما يصوت الكنيست على حكومة جديدة تعهدت بمعالجة انقسام شديد تواجهه البلاد بفعل رحيل أطول رئيس وزراء بقاء في السلطة.

وكان الانقسام واضحا في جلسة صاخبة للكنيست قبل التصويت.

وقاطع الموالون لنتنياهو مرارا كلمة القومي المتطرف نفتالي بينيت الذي من المقرر أن يحل محله وهو يشرح السياسات الجديدة للتحالف وصاحوا قائلين "عار" و "كاذب". 
 
وقد أخفق نتنياهو (71 عاما) أبرز الساسة الإسرائيليين في جيله في تشكيل حكومة بعد رابع انتخابات شهدتها إسرائيل خلال عامين في 23 آذار.

ومن المقرر أن يترأس بينيت، المليونير في مجال التكنولوجيا العامة، حكومة جديدة تضم نوابا من اليسار والوسط والعرب قام بتشكيلها مع زعيم المعارضة يائير لابيد. ومن المحتمل أن يكون تحالفا هاشا بأغلبية ضئيلة.

وبدأ البرلمان جلسته الساعة الرابعة عصرا (1300 بتوقيت غرينتش) للتصويت على الحكومة الجديدة في اقتراع على الثقة تعقبه كلمات ومناقشة قد تستغرق أربع ساعات. وبعد المصادقة على الحكومة سيؤدي أعضاؤها اليمين.

وسيتولى بينيت (49 عاما) المليونير المتشدد الذي حقق ثروته في مجال التكنولوجيا الفائقة، منصب رئيس الوزراء لمدة عامين قبل أن يتولى لابيد، وهو مقدم برامج تلفزيوني شهير سابق، المنصب.

وقال بينيت في كلمة في بداية الجلسة: "شكرا لك يا بنيامين نتنياهو على خدمتك الطويلة الحافلة بالإنجازات لصالح دولة إسرائيل".

وتخطط حكومته، التي تشمل للمرة الأولى حزبا يمثل الأقلية العربية التي تشكل 21 في المئة من السكان في إسرائيل، لتجنب القيام بتحركات كبرى بشأن القضايا الدولية الساخنة مثل السياسة تجاه الفلسطينيين والتركيز على الإصلاحات المحلية.

وقال بينيت إن حكومته ستعزز الخطوات الاقتصادية تجاه الفلسطينيين، لكنه أوضح أنها سترد بقوة على أي عنف من جانب الفلسطينيين.

وفي غياب أي تقدم نحو التوصل لحل الصراع المستمر منذ عشرات السنين مع إسرائيل لن يعبأ فلسطينيون كثيرون بتغيير الإدارة، إذ يقولون إن بينيت سيتبع على الأرجح نفس الأجندة اليمينية مثل نتنياهو.

ومن المرجح أن يحدث ذلك في ما يتعلق بإيران التي تمثل مصدر القلق الأمني الرئيسي لإسرائيل والاحتكاك المحتمل مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العالمية عام 2015. وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب قد انسحب من الاتفاق لكن بايدن يريد العودة إليه.

وقال بينيت: "تجديد الاتفاق النووي مع إيران خطأ... خطأ من شأنه أن يمنح الشرعية مجددا أحد أكثر الأنظمة ظلاما وعنفا في العالم... إسرائيل لن تسمح لإيران بتزويد نفسها بأسلحة نووية".

ووجه بينيت الشكر لبايدن على "سنوات من تعهده بأمن إسرائيل" وعلى "وقوفه إلى جانب إسرائيل" خلال القتال مع نشطاء حماس في غزة الشهر الماضي. وقال إن حكومته ستواصل إقامة علاقات جيدة بالديمقراطيين والجمهوريين في الولايات المتحدة.

وأضاف: "ستبذل الحكومة جهدا لتعميق وتعزيز علاقاتنا مع كلا الحزبين (الديمقراطي والجمهوري)".

من جهته، قال نتنياهو في كلمته أمام الكنيست: "إذا كان من المقدر لنا أن ندخل المعارضة فسنفعل ذلك ورؤوسنا مرفوعة حتى نتمكن من إطاحتها (الحكومة)".

وأضاف أن بينيت لا يحظى بالمكانة الدولية أو الصدقية أو القدرة على "الاعتراض حقا" على الاتفاق النووي مع إيران.
 
- مع السلامة يا بيبي -
وظل نتنياهو لفترة طويلة يمثل وجه إسرائيل على الساحة الدولية. وتولى رئاسة الوزراء في إسرائيل للمرة الأولى في التسعينيات. ثم فاز بأربع ولايات متتالية منذ عام 2009، وكان شخصية مثيرة للانقسام في أغلب الأحيان سواء في الداخل أو الخارج. وغالبا ما يشار إليه باسم بيبي الذي يطلقه عليه أنصاره.

ونتنياهو شخصية محبوبة للغاية من أنصاره ومكروهة من معارضيه. ولم تؤد محاكمته الجارية بشأن الفساد- بتهم ينفيها- إلا لتعميق الانقسامات.

ويندد خصوم نتنياهو منذ مدة طويلة بما يرون أنه خطابه السياسي الداعي للفرقة وأساليبه السياسية السرية وإخضاع مصالح الدولة لبقائه على المسرح السياسي. ووصفه البعض بوزير الجريمة واتهموه بإساءة التعامل مع أزمة فيروس كورونا وتداعياتها الاقتصادية.
 
وأثار بينيت الغضب من داخل المعسكر اليميني لخرقه تعهدا انتخابيا من خلال الانضمام إلى لابيد واتهام نتنياهو له بأنه خدع الناخبين. وقال بينيت إن إجراء انتخابات جديدة وهي النتيجة المحتملة في حالة عدم تشكيل حكومة ستكون كارثة على إسرائيل.

وقال بينيت ولابيد اللذان تحدثا أمام البرلمان أيضا إنهما يريدان إنهاء الانقسامات السياسية وتوحيد الإسرائيليين في ظل حكومة ستعمل بجد من أجل جميع مواطنيها.

ونال الاثنان بعض الهتافات والتصفيق خلال الجلسة وسط مضايقات متواصلة من خصومهما.
 
وبدأت احتفالات خصوم نتنياهو بانتهاء عهده مساء أمس السبت خارج مقر إقامته في القدس، والذي شهد احتجاجات أسبوعية في العام الأخير حيث علقت لافتة سوداء على جدار كتب عليها: "مع السلامة يا بيبي مع السلامة"، في إشارة إلى اسم التدليل الذي يطلقه عليه أنصاره.

وردد المتظاهرون الأغاني ودقوا الطبول ورقصوا في إطار احتفالاتهم.

أما أنصار نتنياهو، فيشعرون بالغضب لما يرون أنه انقلاب على زعيم كرس حياته لأمن إسرائيل ووقف كحائط صد في مواجهة الضغوط الدولية لأخذ خطوات قد تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية بل واستطاع إبرام اتفاقات ديبلوماسية مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان.
 
وكتب نتنياهو في تغريدة على تويتر موجهة إلى الإسرائيليين: "أحبكم. شكرا لكم". ونشر معها صورة تعبيرية لقلب وصورة له في خلفيتها العلم الإسرائيلي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم