من هو الجنرال دفورنيكوف الذي عيّنته روسيا حديثاً لقيادة الحرب؟

تطرق المحارب المتقاعد في الجيش اليوناني ستافروس أتلاماز أوغلو إلى تعيين روسيا جنرالاً جديداً لقيادة الحرب على أوكرانيا وهو ألكسندر دفورنيكوف الذي يتولى القيادة العسكرية في لحظة جوهرية. لكنها مهمة لن تكون سهلة بالتأكيد.

كتب أتلاماز أوغلو في موقع "ساندبوكس أكس" أن دفورنيكوف كان يقود المنطقة العسكرية الجنوبية في روسيا بعد عودته من سوريا حيث كان أول قائد لفرقة الاستطلاع الروسية التي أنقذت الرئيس السوري بشار الأسد من الهزيمة.

وبسبب جهوده في سوريا، أصبح دفورنيكوف "بطل روسيا الاتحادية". يواجه القائد العسكري الجديد ثلاثة مخاوف أساسية: لوجستيات سيئة، معنويات منخفضة، وغياب كفاءة على مستويات عدة.

على دفورنيكوف التعامل مع المشكلات اللوجستية المتصاعدة التي ابتليت بها الحملة الروسية منذ البداية. عجز القادة الروس عن إمداد القوات على الجبهة الأمامية بالحاجات الأساسية كالذخيرة والطعام والمياه.

ويفتقر الجيش الروسي لإمكانات التحرك على الطرق الوعرة فاضطرت الأرتال إلى إعادة إمداد نفسها على الطرقات السريعة أو الطرقات ذات المسار الواحد مما جعلها هدفاً سهلاً للكمائن الأوكرانية.

من ناحية ثانية، لم يعلم الجندي الروسي أنه كان يتوجه إلى الحرب ضد أوكرانيا قبل أن يصبح داخل تلك البلاد. قيل له إن الجيش الأوكراني عبارة عن مجموعة من النازيين الذين لا يستطيعون خوض معركة جيدة.

لذلك، حين أدرك أن الأمور كانت مختلفة كثيراً عما قالته موسكو وحين رأى رفاقه يُقتلون يميناً ويساراً، أصيب بالإحباط.

كذلك، على دفورنيكوف التعامل مع غياب الكفاءة على مستويات عدة في سلسلة القيادة. ارتكبت القوات الروسية عدداً من الأخطاء الفادحة مثل شن هجوم جوي على مطار أنطونوف قرب كييف لكن من دون دعم الجبهة الجوية الأمامية، والتواصل عبر قنوات غير آمنة وإرسال إمدادات من دون حماية.

وقالت الناطقة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن "التقارير التي نراها عن تغيير في القيادة العسكرية ووضع جنرال في سدة المسؤولية كان مسؤولاً عن الوحشية والفظائع التي رأيناها في سوريا تظهر أنه سيكون هنالك استمرار لما شاهدناه على الأرض في أوكرانيا وهذا ما نتوقعه".

وقال مستشار شؤون الأمن القومي جيك سوليفان أن "لا تعيين لأي جنرال قادر على محو حقيقة أن روسيا واجهت فعلاً إخفاقاً استراتيجياً في أوكرانيا".

لكن أبعد من البعد العسكري البحت، تابع الكاتب، يواجه دفورنيكوف واقع أن قواته ترتكب جرائم حرب بسهولة مرعبة. وهذه إشارة إلى انضباط سيئ يجب أن يقلق الجنرال. إن قوة سيئة الانضباط تتخلص من إحباطها عبر قتل المدنيين الأبرياء لن تكون فعالة على الخطوط القتالية كما هي الحال عليه مع الجيوش الكفوءة.

غير أن دفورنيكوف نفسه لديه تاريخ من الوحشية خصوصاً في سوريا، بحسب أتلاماز أوغلو. وتوقع سوليفان أن يرتكب الجنرال الجديد "جرائم وأعمالاً وحشية ضد المدنيين الأوكرانيين" مضيفاً أن واشنطن مصممة على بذل ما بوسعها لدعم أوكرانيا.

إن الافتقار لوحدة القيادة يتسبب بالكوارث لأن الخصم يستغل التفسخ الناجم عن سوء الاتصالات والأهداف التكتيكية والعملانية السيئة. ويتسبب هذا الأمر أيضاً بتبادل النيران الصديقة وقد ظهرت تقارير عن عن قصف مدفعي وجوي روسي للجنود الروس.

وشبّه الكاتب غياب وحدة القيادة بجسد من دون دماغ يسيطر على اليدين والقدمين الأمر الذي يؤثر على قدرة السير باتزان نحو هدف واحد.