الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

قمّة يونانيّة- تركيّة في اسطنبول: ميتسوتاكيس وإردوغان يتّفقان على "تحسين العلاقات الثنائيّة"

المصدر: أ ف ب
 إردوغان وميتسوتاكيس (إلى اليسار) خلال لقائهما في إسطنبول (13 آذار 2022، أ ف ب).
إردوغان وميتسوتاكيس (إلى اليسار) خلال لقائهما في إسطنبول (13 آذار 2022، أ ف ب).
A+ A-
التقى رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الأحد خلال زيارته اسطنبول، ويأتي ذلك تعزيزا لجهود التقارب بين الدولتين الجارتين العضوين في حلف شمال الأطلسي في ظل الهجوم الروسي على أوكرانيا.

واغتنم الرئيس التركي زيارة ميتسوتاكيس لاسطنبول للقاء بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأول، الزعيم الروحي للأرثوذكس في العالم، ودعوته إلى مائدة غداء في المقر الرئاسي على ضفة البوسفور.
 
أ ف ب
وقالت الرئاسة التركية في بيان أصدرته عقب الاجتماع الذي استمر ساعتين واختتم قرابة الساعة الرابعة والربع بعد الظهر (13,15 ت غ)، إن اللقاء ركز على فوائد تعزيز التعاون بين البلدين "في ضوء تطور البنية الأمنية الأوروبي".

وأضاف البيان "رغم الخلافات بين تركيا واليونان، تم الاتفاق... على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة وتحسين العلاقات الثنائية"، كما تناول الزعيمان في الاجتماع النزاع في أوكرانيا وخلافاتهما في شرق البحر المتوسط.  
 
من جهته قال ميتسوتاكيس أمام الصحافيين بعد انتهاء اللقاء "نواجه العديد من التحديات حاليًا (...) لدرجة أن الأهم هو التركيز على ما يجمعنا، أكثر من التركيز على ما يفرّقنا".

وتابع "شدّدنا على ضرورة بلورة أجندة ايجابية".

وحضر ميتسوتاكيس قبل الغداء احتفالا في كاتدرائية القديس جاورجيوس الأرثوذكسية في تركيا.

وتعد تلك خطوة سياسية في سياق الحرب في أوكرانيا: فبطريرك القسطنطينية كان قد اعترف بالمكانة "المستقلة" للكنيسة الأوكرانية، ما أثار حفيظة روسيا.

- "قلق" -
ودعا برثلماوس الأول الذي قال في مطلع آذار إنه صار "هدفا لموسكو"، خلال القداس إلى "وقف فوري لإطلاق النار على جميع جبهات" الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي يتابعها "بقلب قلق". 

كما أشاد البطريرك بـ"المقاومة الشديدة" للأوكرانيين و"رد الفعل الشجاع للمواطنين الروس".

وشهدت العلاقة الخلافية بين أثينا وأنقرة في السنوات الماضية أزمة جديدة على ارتباط بترسيم الحدود البحرية في شرق البحر المتوسط.

وتصاعد التوتر في صيف 2020 عند محاولة تركيا القيام بأعمال تنقيب عن النفط والغاز في المياه المتنازع عليها، غير أن استئناف المفاوضات الثنائية عام 2021 سمح بانفراج نسبي في العلاقات.

وأوضحت أنتونيا زيرفاكي الأستاذة المساعدة في العلاقات الدولية في جامعة أثينا لوكالة فرانس برس "تعقد القمة اليونانية التركية على خلفية الحرب في أوكرانيا، لكنّه سيتم تقييمها في سياق الحوار اليوناني التركي الذي بدأ بعد خفض التصعيد في أزمة" صيف 2020.

ورأت في هذا اللقاء "مؤشرا إلى جهود تقارب وتفاهم" بين البلدين.

- المساهمة في الحوار -
وأبدى ميتسوتاكيس الأربعاء "استعداده" للمساهمة في الحوار "بطريقة بناءة وخصوصا أن البلدين يبديان قلقهما إزاء الشؤون الإقليميّة".

وقال خلال جلسة لمجلس الوزراء "بصفتنا شريكين في حلف شمال الأطلسي، المطلوب منا التحرك في ظل الظروف الحالية" من أجل "محاولة إبقاء منطقتنا بعيدا من أي أزمة جيوسياسية أخرى والتنديد بانتهاك (روسيا) القانون الدولي".

وعلى غرار جميع شركائها الأوروبيين، نددت أثينا بشدة منذ 24 شباط/فبراير بالغزو الروسي لأوكرانيا.

وأوضح سنان أولغن مدير مركز الدراسات الاقتصادية والسياسية في اسطنبول لوكالة فرانس برس أنه "مع احتمال استمرار حرب طويلة في البحر الأسود، من مصلحة البلدين تحسين علاقاتهما الثنائية... وتسوية خلافاتهما".

وتابع "سيعاد توجيه ديبلوماسيتهما، إنما كذلك إلى حد ما جهدهما العسكري، في ضوء هذه الأزمة بين أوكرانيا وروسيا".

ورأت أصلي أيدنتاتشباس العضو في المجلس الأوروبي للعلاقات الدولية، وهو مركز دراسات مقره في برلين، أن الحرب في أوكرانيا "يمكن أن تنعكس إيجابا على العلاقات اليونانية التركية".

ولفتت الخبيرة إلى أن المسؤولين يدركون أنه من جانبي بحر إيجه "يتغير العالم ويعاد النظر في الأمن الأوروبي في شكل لم يكن ممكنا تصوّره قبل ثلاثة أشهر".

وقال ميتسوتاكيس الأربعاء "إن كان هناك خلافات بيننا، فهذا لا يعني، خصوصا في ظل الأوضاع الحالية، أنه ينبغي عدم التحاور"، معربا في الوقت نفسه عن "تطلعات محسوبة وواقعية" للقاء الأحد.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم