الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

الترامبية ستدوم لما بعد ترامب... وربما لفترة طويلة

المصدر: "النهار"
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب - "أ ب"
الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب - "أ ب"
A+ A-

مع اقتراب الانتخابات النصفية الأميركية تتوجه الأنظار إلى الجمهوريين لمعرفة أدائهم وخصوصاً حجم التأثير الذي لا يزال الرئيس السابق دونالد ترامب يتمتع به في أوساطهم. يعتقد البعض أن ترامب تلقى ضربة قوية بعد فشله في حشد أصوات لصالح عدد من مرشحيه في الانتخابات الجمهورية التمهيدية.

لكن آخرين يحذرون مناهضي ترامب من التفاؤل ببعض الأرقام. رأى بيل كريستول في موقع "ذا بولوورك" أنّ الترامبية ستعيش أكثر من ترامب وربما لفترة طويلة، وستتحول إلى "مؤسسة" (establishment)، تماماً كما حصل مع الريغانية، وإن مع بعض الفوارق.

يشرح كريستول أن "المؤسسة" في السياسة هي مجموعة من الناس والمؤسسات والأفكار التي ليست كلية القوة لكنها مهيمنة إلى درجة الشمول. يمكن أحياناً التحايل على "المؤسسة" أو تجاوزها لكن لا يمكن معارضتها بنجاح. لهذا السبب بقي الإرث الريغاني مسيطراً على الحزب الجمهوري طوال 28 عاماً بعد مغادرة ريغان البيت الأبيض.

يمكن المرء أن يرى بوضوح، عبر بيئة المانحين والإعلام وعبر العقائد الجديدة مهما كانت ضعيفة السند، ومن خلال المزج الغريب للمعتقدات التي بإمكان المؤسسة فرضها والمرونة التي يمكن أن تمنحها لنفسها، أنه تم إنشاء مؤسسة "إجعلوا أميركا عظيمة ثانية" (ماغا). ودعا الكاتب المراقبين إلى عدم الرهان على انهيارها قريباً.

قد لا تدوم الأخيرة كالمؤسسة الريغانية التي بنيت على أسس فوز عريض على رئيس شاغل للبيت الأبيض أعقبه انتصار آخر لولاية ثانية وانتصار لنائبه لاحقاً كرئيس للولايات المتحدة. وأعقبه أيضاً نهاية الحرب الباردة التي أطلقتها سياسات ريغان مع أطول فترة توسع للسلام والازدهار في التاريخ الأميركي.

بشكل بديهي، ليس لمؤسسة ترامب ادعاءات كهذه. لقد فاز ترامب على مرشحة ديموقراطية ضعيفة في 2016 وخسر التصويت الشعبي. وخسر التصويت الشعبي بهامش أوسع في 2020 كما أصبح أول رئيس يخسر إعادة الانتخاب منذ 30 سنة. وسيطرته على الحزب ليست مبنية على التوسع بل على الانكماش.

يبدو مؤكداً أن مؤسسة ريغان المبنية على النجاح السياسي والتعافي الاقتصادي يجب أن تثبت أنها أكثر قابلية للديمومة من مؤسسة ترامب المبنية على المظالم الثقافية. لكن ربما لا.

لقد استغلت الترامبية بعض التوترات العميقة في التاريخ الأميركي. سيكون من الحماقة افتراض أنه يمكن التخلص منها الآن. لو خُنقت في مهدها إما في 2016 أو في الولاية الأولى أو حتى بعد أحداث الكابيتول فسيكون بالإمكان توقع قصة مختلفة. لكن ذلك لم يحصل.

الترامبية "واقع راسخ وشامل في الحياة الجمهورية والمحافظة؛ واقع من المحتمل أن يكون معنا لفترة طويلة. قد يتلاشى ترامب شخصياً، لكن الترامبية هي هنا كي تبقى للمستقبل المنظور".

توقع الكاتب أن يستغرق تفكك الترامبية وقتاً متأسفاً في الوقت نفسه لأن المؤسسة الريغانية المحافظة القديمة استُبدلت بمؤسسة "ماغا".

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم