السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

مدنيّون في مرمى النيران... عصابات متحاربة تنشر الذعر في منطقة حدوديّة بكولومبيا

المصدر: أ ف ب
شرطي كولومبي وقف في أحد شوارع أراوكا بكولومبيا، قرب الحدود الفنزويلية (23 ك2 2022، أ ف ب).
شرطي كولومبي وقف في أحد شوارع أراوكا بكولومبيا، قرب الحدود الفنزويلية (23 ك2 2022، أ ف ب).
A+ A-
يسود الخوف مناطق في شمال شرق كولومبيا على الحدود مع فنزويلا حيث يعلق مدنيون في مرمى نيران مجموعات يسارية مسلّحة متحاربة.

وتشتعل منذ مطلع العام معارك ضارية في أروكا بين "جيش التحرير الوطني"، آخر مجموعة مسلّحة كولومبيا معترف بها في كولومبيا، ومنشقّين عن "القوات المسلحة الثورية الكولومبية ( فارك)"، الحركة التي تخلّت عن السلاح ووقّعت اتفاقا للسلام عام 2016 مع الحكومة.

وقال خبير سياسي في المنطقة طلب عدم الكشف عن هويته لفرانس برس إن ما يجري معركة "من أجل السيطرة على الأراضي في المنطقة وعمليات تهريب عديدة مع فنزويلا المجاورة" في الطرف المقابل من نهر أروكا.

وقتل حوالى 50 شخصا في أعمال العنف في غضون أقل من أربعة أسابيع.

وباتت عمليات القتل والخطف والتهديدات جزءا من الحياة اليومية للسكان.

ومثّل انفجار سيارة خارج مبنى يضم منظّمات اجتماعية في 19 كانون الثاني تصعيدا في العنف. وتم تحميل المنشقّين عن "فارك" مسؤولية الاعتداء.

وقتل حارس الأمن سيميون دلغادو، وهو أب لثلاثة أطفال يبلغ من العمر 45 عاما، في الانفجار.

وقالت شقيقته ألبا: "أخذته هذه الحرب اللعينة منّا. إنها حرب لم نطلب بأن نكون طرفا فيها، لا علاقة لنا بهذا النزاع".

- ينهشها الفساد -
تم تسجيل عشرة قتلى على الأقل خلال الأسبوع الأخير من كانون الثاني.

وتقع عمليات القتل بالطريقة ذاتها دائما تقريبا على أيدي مسلّحين على متن دراجات نارية سرعان ما يختفون.

وقال زعيم للسكان الأصليين يدعى أندريس برادا: "يقتلون كل يوم. لا نعرف السبب في معظم الأحيان. كيف لنا ألا نخاف؟".

ويدور النزاع بشأن منطقة محاذية لنهر أروكا تعرف بـ"مثلث الموت". 

ويذكر أن منطقة أروكا بحجم بلجيكا لكنها ذات كثافة سكانية منخفضة. ويعتمد اقتصادها على حقل "كانو ليمون" النفطي الخاضع لحراسة مشددة من الجيش، إلى جانب الزراعة والتهريب.

وقال مصدر طلب أيضا عدم الكشف عن هويته إن أروكا "ينهشها الفساد، وهي منطقة حدودية تعد بمثابة منجم للذهب بالنسبة للعصابات المسلحة".

وتابع: "كل شيء ينقل عبر النهر: البشر والسلع وبالطبع: المخدرات".

ولولا بعض عبارات التهديد المكتوبة على الجدران والجنود الذين يبدو القلق جليا على وجوههم، لكانت أجواء أروكا طبيعية للغاية.

وقال جندي سابق يعمل اليوم سائقا: "لا أحد لديه أوهام، الجميع يتجسسون على بعضهم البعض".

وأشار إلى أن راكبي الدراجات النارية لا يرتدون الخوذ، إذ أن "العصابات لا تسمح بذلك" ليتمكنوا من مراقبة الناس من حولهم. 

ورغم أن البعض وافقوا على التحدث إلى الصحافيين، إلا أن أيا منهم لم يعط اسمه خوفاً.

وقال شخص من عائلة أحد الضحايا "إذا تم نشر اسمي، فسأصبح جثة هامدة غدا".

- حظر تجول -
وعلى  ضفاف النهر، حيث يصل فنزويليون محمّلين بالبضائع، يثير أي وجه جديد الشكوك.

ويلتقط الناس خلسة صورة الشخص بهواتفهم المحمولة.

وفرضت السلطات المحلية حظر تجول ليليا فيما منع المنشقون عن "فارك" أي شخص من التنقّل بعد الساعة 19,00. 

لكن نفوذ المنشقين عن "فارك" جديد على المنطقة إذ لطالما كانت أروكا معقلا لـ"جيش التحرير الوطني"، حيث فرض المتمرّدون قواعدهم وضريبتهم "الثورية".

وقال الخبير السياسي: "لا يحدث شيئا من دون موافقة +جيش التحرير الوطني+ الذي يحقق دخلا كبيرا من الابتزاز المنظّم وآبار النفط".

وتابع: "الجميع يدفعون بطريقة أو بأخرى. +جيش التحرير الوطني+ غير مرئي لكن رجاله في كل مكان". 

وتتهم الحكومة الكولومبية اليمينية نظراءها الشعبويين الاشتراكيين في فنزويلا بدعم العصابات اليسارية المتطرفة وإيوائها.

وقال مدير مركز "إنديباز" Indepaz للأبحاث كاميلو غونزاليز إن "العنف بدأ العام الماضي في الأراضي الفنزويلية عندما بدأ المنشقون عن +فارك الجبهة العاشرة+ معركة ضد +جيش التحرير الوطني+ من أجل الاستيلاء على قواعده ودخله، ومن ثم قاتل قوات الأمن الفنزويلية بشكل مباشر".

- من يدافع عن الناس؟ -
وانخرط "جيش التحرير الوطني" في هدنة قصيرة الأمد مع "فارك" منذ العام 2011، لكنها انتهت باتفاق 2016 للسلام.

وحقق المنشقون عن "فارك" مكاسب كبيرة في العامين الماضيين. 

وقال خبير أمني في بوغوتا "ينشط المنشقّون عن +فارك+ بشكل كبير في الأشهر الأخيرة إذ يحاولون السيطرة على طرق تهريب المخدرات إلى فنزويلا والبرازيل".

وأرسلت الحكومة مزيدا من الجنود لكن نادرا ما يمكن رؤيتهم بعيدا عن المنشآت النفطية.

وتقدّم المجموعتان المتمرّدتان نفسيهما على أنهما "مدافعتان عن الناس" وتتهمان خصومهما بالتواطؤ مع الدولة.

وقال غونزاليز: "كل مجموعة تهاجم السكان الذين تتهمهم بالتعاطف مع المجموعة الأخرى أو دعمها".

وقال زعيم ديني: "وقعت العديد من عمليات القتل عام 2021". وأضاف: "لكن الوتيرة تسارعت فجأة. هذه ليست إلا البداية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم