الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

البابا فرنسيس في قبرص حاملاً لواء الدفاع عن المهاجرين... و"قلق شديد" في القلب تجاه أزمة لبنان

المصدر: أ ف ب
الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس مستقبلا البابا فرنسيس قبل اجتماع في القصر الرئاسي في العاصمة نيقوسيا (2 ك1 2021، أ ف ب).
الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس مستقبلا البابا فرنسيس قبل اجتماع في القصر الرئاسي في العاصمة نيقوسيا (2 ك1 2021، أ ف ب).
A+ A-
دعا البابا فرنسيس الذي وصل الخميس إلى جزيرة قبرص، أوروبا إلى "تحطيم الجدران" و"الترحيب والاندماج"، في إشارة خصوصا إلى أزمة المهاجرين، وعبر عن "قلق شديد" إزاء الأزمة في لبنان المجاور.

ووصل البابا الى قبرص بعد الظهر في زيارة تستمر حتى السبت ينتقل بعدها الى اليونان.

ومن المطار حيث كانت في استقباله إلى جانب مسؤولين قبارصة مجموعة من الأطفال أنشدت "صلي للبنان"، توجه الحبر الأعظم إلى كاتدرائية سيدة النعم المارونية في نيقوسيا حيث تجمّع عدد من رجال الدين والراهبات وأعيان من الموارنة القبارصة ووفد كبير من لبنان للقائه.

وقال البابا في كلمة ألقاها أمام مسؤولي الكنيسة المارونية التي قدم بطريركها بشارة الراعي من لبنان خصيصا للمشاركة في استقباله: "عندما أفكر في لبنان، أشعر بقلق شديد للأزمة التي يواجهها، وأشعر بمعاناة شعب متعب وممتحن بالعنف والألم".

وأضاف: "إنني أحمل في صلاتي الرغبة في السلام التي تنبع من قلب ذلك البلد".

ويعاني لبنان منذ أكثر من سنتين من أزمة اقتصادية وسياسية حادة، بينما مؤسساته مشلولة ويشهد نقصا في الخدمات والمواد الأساسية. 

 
في الشارع المحاذي للكاتدرائية المارونية، اصطف عشرات الأشخاص لالتقاط الصور والمشاهد عبر هواتفهم مع مرور موكب البابا. وصفقوا واطلقوا الصيحات فيما لوح الحبر الأعظم من سيارته باتجاههم.

ويشكّل القبارصة الموارنة الذين قدم أجدادهم من لبنان وسوريا منذ القرن الثامن، أقلّ من 1 في المئة من سكّان قبرص، وقد نزح معظمهم من قراهم في شمال الجزيرة بعد الاجتياح التركي العام 1974.

وقالت المارونية إيليانا مابلتيزو (38 عاما) وهي تحمل ابنها برفقة زوجها وابنتها أمام الكاتدرائية المارونية في نيقوسيا، "نحن أقلية صغيرة ومن المهم جدا أن نشعر أننا ننتمي إلى عائلة أكبر هي العائلة الكاثوليكية".

- "ترحيب واندماج" -
من جهة أخرى دعا البابا أوروبا الى "التغلب على الانقسامات" و"تحطيم الجدران" و"الترحيب والاندماج"، في وقت تعاني القارة من تدفق المهاجرين اليها وترفض دول عدة استقبالهم.

وقال "كلكم حول بحر واحد، البحر الأبيض المتوسط: بحر يروي قصصا مختلفة، وهو مهد حضارات عديدة (...)، مذكرا أوروبا "أنه من أجل بناء مستقبل يليق بالإنسان، من الضروري العمل معا، والتغلب على الانقسامات وتحطيم الجدران وتغذية حلم الوحدة. نحن بحاجة الى الترحيب والاندماج والسير معا لنكون جميعا إخوة وأخوات".

ويحمل البابا خلال زيارته التي تستمر يومين لواء الدفاع عن المهاجرين ويشدّد على أهمية الحوار بين المذاهب المسيحية المختلفة.

وقال البابا فرنسيس (84 عاما) الأربعاء، عشية رحلته الخامسة والثلاثين الى الخارج منذ انتخابه العام 2013، إن زيارته ستكون "فرصة للتقرّب من إنسانية مجروحة"، من "العديد من المهاجرين الباحثين عن الأمل".

وكان وصف البحر المتوسط الذي يقع عليه البلدان اللذان يزورهما، بأنه تحول الى "مقبرة عظيمة"، في إشارة الى آلاف المهاجرين الذين غرقوا خلال محاولاتهم الهروب من نزاعات وحروب في بلدانهم في الشرق الأوسط الى ملاذ آمن في أوروبا.

ووصل الى الشواطئ القبرصية خلال السنوات الأخيرة عدد متزايد من المهاجرين.

تقول السلطات إن قبرص التي تعدّ مليون نسمة لديها اليوم العدد الأكبر من طلبات اللجوء التي يقدمها مهاجرون نسبة الى عدد سكانها، بالمقارنة مع دول الاتحاد الأوروبي الأخرى.

وبحسب السلطات القبرصية، قد يكرر البابا اللفتة الرمزية التي قام بها في جزيرة ليسبوس اليونانية في العام 2016، عندما اصطحب معه إلى الفاتيكان ثلاث عائلات سورية مسلمة مهاجرة بشكل غير قانوني الى اليونان، مشيرة الى أن مفاوضات جارية ليصطحب معه عندما يغادر الجزيرة، عدداً من المهاجرين.

- "الحوار المفتوح" -
وسيشكل القداس العام الذي يحييه البابا في الملعب البلدي في نيقوسيا صباح الجمعة ذروة الزيارة. وهو الحدث الوحيد الذي سيتمكن فيه كل أتباع الكنيسة الكاثوليكية من كل المذاهب والبالغ عددهم حوالى 25 ألفا، بين موارنة وكاثوليك معظمهم من المهاجرين الآسيويين، من رؤية البابا ومشاركته في الصلاة.

ومساء الجمعة، يترأس البابا صلاة مسكونية دعيت إليها مجموعة من المهاجرين. 

وهو البابا الثاني الذي يزور قبرص بعد زيارة البابا بنديكتوس السادس عشر في 2010 الى الجزيرة المتوسطية الصغيرة ذات الغالبية الأرثوذكسية والدولة الوحيدة في الاتحاد الأوروبي المقسمة نتيجة اجتياح أجنبي. 

ويحمل البابا فرنسيس (84 عاما) في زيارته شعار "العزاء في الإيمان" المستقى من معنى اسم القديس بارنابا القبرصي الجنسية والذي يعني "المعزّي".

وقال النائب البطريركي للكنيسة اللاتينية جيرزي كراج لوكالة فرانس برس إنّ قدوم البابا الى قبرص واليونان، البلدين الأرثوذكسيين، يحمل "رسالة أكيدة للحوار، الحوار المفتوح، وعدم وضع قيود في الكلام مع الآخر".

ومنذ أصبح رأس الكنيسة الكاثوليكية، يولي البابا فرنسيس الحوار بين الأديان، وبين المذاهب المسيحية المختلفة، أولوية قصوى.

ويلتقي صباح الجمعة أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية في قبرص في مقرّ رئيس الأساقفة كريسوستوموس الثاني، في نيقوسيا القديمة.

وقال البابا الأربعاء إن زيارته تندرج في إطار "الأخوة بين المسيحيين من مذاهب مختلفة"، مجددا إرادته بالتوجه الى "الأطراف".

ويلتقي البابا عصر الخميس الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسيادس في القصر الرئاسي في نيقوسيا.  

وذكر بيان رسمي أنّ الرئيس القبرصي سيعرض للبابا أيضاً رؤية بلاده ل"حلّ عادل وقابل للاستمرار" للجزيرة المقسّمة منذ 1974.

وغزت تركيا الشطر الشمالي من قبرص في 1974 ردّاً على انقلاب قام به قوميون كانوا يطالبون بربط قبرص باليونان. وتوقفت المفاوضات التي كانت تجري برعاية الأمم المتحدة بشأن إعادة توحيد الجزيرة منذ العام 2017.
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم