كيف يتمكّن بوتين من دفع الغرب للتفاوض وفق توقيته؟

لعلّ أبرز مكامن القوّة التي يتمتّع بها الرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين في مواجهة الغرب هو إدراكه "ما الذي يريد" في سياسته الخارجيّة، بعكس الطرف المنافس. فعلى الرغم من أنّ الغرب عبارة عن تحالف يضمّ أكثر من 40 دولة، وعلى الرغم من افتقار روسيا لتحالف دوليّ عريض كهذا، يبقى الغرب مجرّداً من نظرة واحدة إلى السياسة الخارجيّة. على سبيل المثال، يعدّ الاتّحاد الأوروبّيّ المنافس الجيوسياسيّ الأوّل لروسيا بالنظر إلى تجاور الطرفين جغرافيّاً. مع ذلك، يعبّر الاتّحاد عن أكبر خلل في صوغ سياسة خارجيّة متجانسة مع انقسامات بين شرقه وغربه إذا كان بالإمكان اختصار الخلافات السياسيّة والثقافيّة ضمن حيّزات جغرافيّة كهذه. فغرب الاتّحاد عموماً أقلّ تشدّداً تجاه روسيا من شرقه. بالمقابل، وفي وقت تظهر الولايات المتحدة موقفاً موحّداً من الروس، يبقى أنّ الخلافات الحزبيّة فاعلة في طريقة تبنّي المواجهة مع موسكو. إعفاء مشروع "نورد ستريم 2" لاستجرار الغاز الروسيّ إلى ألمانيا والذي أقرّته إدارة الرئيس جو بايدن وعارضه الجمهوريّون هو أبرز مثل على ذلك. وينطبق هذا المثل أيضاً على الخلافات السياسيّة بين غرب وشرق الاتّحاد.تحدّث محلّلون عن مكمن القوّة الروسيّ داعين الغرب إلى تجاوز انقساماته التقليديّة. مديرة برنامج روسيا في مجلس الأمن القوميّ خلال ولاية الرئيس السابق دونالد ترامب فيونا هيل قالت إنّه من الضروريّ أن يدرك الحلفاء الديموقراطيّون في الغرب ما الذي يريدونه، وليس فقط كيفيّة الردّ على استفزازات روسيا. وهذا يعني التفكير في العالم الذي يريده الغرب بعد هذه الأزمة. وفي حديث إلى "المعهد الأستراليّ...