الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

انتشار قوات الأمن السودانيّة وإغلاق جسور العاصمة تأهباً لـ"مليونية الشهداء"

المصدر: "أ ف ب"
شاب سوداني يحمل زميله في الاحتجاج إلى برّ الأمان في موقع المواجهات مع قوات الأمن في الخرطوم (25 كانون الأول 2021- أ ف ب).
شاب سوداني يحمل زميله في الاحتجاج إلى برّ الأمان في موقع المواجهات مع قوات الأمن في الخرطوم (25 كانون الأول 2021- أ ف ب).
A+ A-
أغلقت السلطات السودانية صباح اليوم الجسور التي تربط الخرطوم بضواحيها ونشرت قوات الأمن على عربات مزودة بأسلحة وقطعت الاتصالات بما في ذلك الإنترنت، قبل تظاهرات "مليونية الشهداء" للمطالبة بحكم مدنيّ وإدانة العنف الدمويّ في احتجاجات الأسبوع الماضي.
 
وأفاد صحافيّ وكالة "فرانس برس" في العاصمة أنّ قوات الأمن "أغلقت الجسور التي تربط بين وسط الخرطوم وأحياء أم درمان وبحري"، مشيراً إلى أنّ قوات من الجيش والشرطة "انتشرت في كل الشوارع الرئيسية، بعضها على عربات عليها أسلحة رشاشة".
 
ودعا تجمّع المهنيين السودانيين الكيان المهنيّ الذي يؤدّي دوراً محورياً في الانتفاضة التي أسقطت عمر البشير في نيسان 2019، في بيان السبت إلى جعل 2022 "عاماً للمقاومة المستمرة".
 
وقال إنّه يدعو "جماهير الشعب السوداني وجموع المهنيين السودانيين والعاملين بأجر في كل مدن وقرى السودان" إلى "الخروج والمشاركة الفعالة في المواكب المليونية يوم 2 كانون الثاني 2022، فلنجعل منه عاما للمقاومة المستمرة".
 
تزامناً مع الدعوات، قطعت خدمات الاتصالات وانترنت الهواتف الجوالة في العاصمة اليوم، حسب ما أكّد صحافي وكالة "فرانس برس". كما أفادت مجموعة "نت بلوكس" التي تتعقب أعطال شبكات الانترنت في حسابها على "تويتر" أنّه "تم تأكيد تعطل الإنترنت عبر الهاتف المحمول في السودان منذ نحو الساعة 10,00 بالتوقيت المحلي قبيل احتجاجات مناهضة للانقلاب في الخرطوم".
 
وكان قائد الجيش عبد الفتاح البرهان عزل رئيس الوزراء وأعضاء حكومته واعتقلهم في 25 تشرين الأول، لكنّه أعاده إلى منصبه من دون حكومته إثر ضغوط دولية ومحلية في 21 تشرين الثاني.
 
ووقّع الرجلان لاحقاً اتفاقاً لإعادة الانتقال الديموقراطي إلى مساره وطمأنة المجتمع الدوليّ الذي خفّف من مساعداته بعد الانقلاب، ولم يكن الاتفاق مرضياً لجميع الأطراف في السودان، لذلك تواصلت الاحتجاجات في الشوارع.
 
 
53 قتيلاً
شهدت العاصمة الخميس تصاعداً في وتيرة الاحتجاجات من جهة وعنف قوات الأمن للرد من جهة أخرى، ما أسفر عن سقوط خمسة قتلى من المتظاهرين، حسب لجنة أطباء السودان المركزية المناهضة للانقلاب.
 
وأكّدت اللجنة في بيان السبت ارتفاع عدد ضحايا الاحتجاجات "منذ انقلاب الخامس والعشرين من تشرين الأول 2021 إلى 53 (...) بينهم 11 شهيداً هم ضحايا الاتفاق" السياسيّ.
 
وحداداً على الضحايا الذين سقطوا الخميس، قرّر رؤساء الكنائس المسيحية في السودان إلغاء الاحتفالات لمناسبة حلول العام الجديد.
 
واتّهمت اللجنة قوات الأمن بقطع الطريق على سيارات الإسعاف وإخراج جريح واحد بالقوة من إحداها، فيما تُظهر العديد من مقاطع الفيديو التي نُشرت الجمعة رجالاً بالزي العسكري يضربون متظاهرين بالعصي.
 
كذلك شهدت بعض وسائل الإعلام والعاملين بها اعتداءاً من سلطات الأمن السودانية مثل قناتي "العربية" و"الشرق"، ما أثار استياء الأوروبيين ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن والأمم المتحدة. 
 
من جانبها، أفادت الشرطة السودانية عن إصابة 297 شخصاً "بينهم 49 شرطياً"، متّهمة بعض المتظاهرين بالسعي إلى "تحويل عرض سلمي إلى اشتباكات مع القوات الأمنية". ويرى المتظاهرون أنه لم يعد للمبادرات السياسية أي فاعلية وعلى الجيش "العودة إلى الثكنات"، مثلما وعد في 2019 حين اطاح بالرئيس السابق عمر البشير.
 
من جهته، قال العميد الطاهر أبو هاجة مستشار البرهان لوكالة الأنباء الرسمية الجمعة إنّ "استمرار التظاهرات بطريقتها الحالية ما هو إلا إستنزاف مادي ونفسي وذهني للبلاد واهدار للطاقات والوقت". وأضاف أنّ "التظاهرات لن توصل البلاد إلى حلّ سياسي".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم