السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

عشرات الآلاف لبوا نداء نافالني إلى التظاهر 2500 معتقل وموسكو تتهم السفارة الأميركية

المصدر: النهار
محتجون يشتبكون مع الشرطة في وسط موسكو السبت.   (أ ف ب)
محتجون يشتبكون مع الشرطة في وسط موسكو السبت. (أ ف ب)
A+ A-
تظاهر عشرات الآلاف السبت في روسيا تلبية لدعوة المعارض أليكسي نافالني وللمطالبة بالإفراج عنه، فيما اعتقلت الشرطة 2500 شخص خلال التحركات التي تخللتها أيضاً صدامات في مدن عدة كبرى لا سيما موسكو. 
 
وجرت اكبر تلك التظاهرات في العاصمة الروسية وثاني أكبر مدن البلاد، سانت بطرسبرج، حيث شارك في كل منهما نحو 20 ألف شخص في التظاهرات، وفق مراسلي "وكالة الصحافة الفرنسية". وشهدت أيضاً عشرات المدن الأخرى تظاهرات. 
 
وصاح المتظاهرون بشعارات "بوتين سارق!" و"نافالني نحن معك" و"الحرية للسجناء السياسيين". 
 
ونددت الولايات المتحدة بلجوء موسكو إلى "أساليب عنيفة" بحق عشرات آلاف المتظاهرين في أنحاء روسيا طالبوا بالإفراج عن نافالني، وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية تيد برايس إن "المحاولات الدائمة لقمع حق الروس في التجمع سلميا وقمع حرية التعبير واعتقال المعارض اليكسي نافالني، اضافة الى قمع التظاهرات التي اعقبت ذلك، هي مؤشرات مقلقة الى فرض قيود جديدة على المجتمع المدني والحريات الاساسية".
 
وتنظم حركة الاحتجاج هذه صفوفها قبل أشهر من الانتخابات التشريعية المرتقبة في الخريف على خلفية تراجع شعبية الحزب الحاكم "روسيا الموحدة". وهذه التظاهرات هي الأكبر منذ تلك التي نظمها نافالني خلال صيف 2019 في موسكو على هامش انتخابات محلية.
 
واكد ليونيد فولكوف احد افراد فريق نافالني ان "ما بين 250 الفا و350 الف شخص نزلوا الى الشارع" في كل انحاء روسيا، معتبرا ان الامر "غير مسبوق" ومعلنا عبر قناة "نافالني لايف" على موقع يوتيوب الدعوة الى تظاهرات جديدة "نهاية الاسبوع المقبل". 
 
وافادت منظمة "او في دي-انفو" غير الحكومية المتخصصة في رصد التظاهرات في البلاد، ان قوات مكافحة الشغب اعتقلت في العاصمة 952 شخصا على الاقل، لافتة الى اعتقال 2509 اشخاص في مختلف انحاء روسيا.
 
واتهمت منظمة العفو الدولية في بيان الشرطة بـ"الضرب العشوائي والتوقيف التعسفي" لمتظاهرين "سلميين" و"صغار في السن" في كثير من الأحيان. 
وأعرب  الممثل الاعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، عن أسفه ل"التوقيفات الكثيفة" و"الاستخدام غير المتكافئ للقوة" خلال التظاهرات التي شهدتها روسيا السبت للمطالبة بالإفراج عن نافالني.
 
وأضاف بوريل في تغريدة "سنناقش الاثنين المراحل المقبلة مع وزراء الخارجية في الاتحاد الأوروبي"، علما أن الاتحاد يطالب بالإفراج عن نافالني، ويرتقب أن يناقش المجتمعون التدابير الواجب اتخاذها دعما لهذا المطلب.
 
هراوات وكرات ثلج 
وفي موسكو، كانت ساحة بوشكين والشوارع المحيطة بها مركز التظاهرات.  وراشق المتظاهرون عناصر الشرطة بكرات الثلج أكثر من مرة، فيما شرعت الشرطة مباشرة بتوقيفات. 
 
وقالت فيرا سبيفاكوفا وهي متقاعدة من موسكو تبلغ من العمر 71 سنة وكانت تشارك في التظاهر "لصوص بزي رسمي يحمون اللصوص الذين في السلطة". 
وفي سانت بطرسبرج، تجمع حشد في حيّ بورسبكت نيفسكي الشهير. وقالت من هناك غالينا فيدوسيفا البالغة من العمر 50 سنة "خجلت البقاء في المنزل". 
 
وفي نهاية فترة بعد الظهر، انقسم المتظاهرون في مجموعات من عشرات الأشخاص توزعت على مواقع مختلفة في العاصمة لاستكمال التظاهر. وبقي الحضور الأمني قوياً في وسط موسكو حتى المساء. 
 
وفي وقت سابق، شاركت يوليا نافاليانا زوجة المعارض الروسي بالتظاهرة في موسكو، قبل أن تنشر صورة ذاتية على انستغرام وهي في سيارة للشرطة معلنةً تعرضها للتوقيف. وأفرج عنها الساعة 15,00 بتوقيت غرينتش. 
 
فضلاً عن موسكو وسانت بطرسبرج، سجلت في مدن في أقصى الشرق الروسي من فلاديفوستوك إلى خاباروفسك، عمليات توقيف عنيفة. 
وفي ياكوتسك بجنوب الدائرة القطبية، تحدى نحو مئة متظاهر الصقيع، وتظاهروا وسط درجة حرارة بلغت خمسين تحت الصفر.


السفارة الأميركية محط اتهام 
وفي الأثناء، اعتبرت وزارة الخارجية الروسية على لسان الناطقة باسمها ماريا زاخاروفا أن على سفارة الولايات المتحدة في موسكو تقديم إيضاحات حول نشر معلومات على موقعها تحدد مواقع التظاهرات، التي نظمها معارضون السبت في روسيا، لافتة الى أنها ستستدعي الديبلوماسيين الأميركيين.
 
ونشرت السفارة الأميركية على موقعها، تحذيرا يدعو المواطنين الأميركيين، الى عدم التوجه الى أماكن التظاهرات المقررة السبت في روسيا، محددة في هذا النص أسماء المدن والشوارع التي ستشهد تجمعات.
 
ونددت بدورها الناطقة باسم السفارة الأميركية باعتقال مئات المتظاهرين خلال احتجاجات السبت.  
 
وقال الناطق باسم الرئاسة الروسية دييتري لقناة "روسيا 1" العامة نشرت مقاطع منها على موقعها الالكتروني، إن هذه المنشورات "تشكل بشكل غير مباشر تدخلا كاملا في شؤوننا الداخلية".   
 
وأردف أنه لو تصرفت السفارة الروسية في الولايات المتحدة بالطريقة نفسها خلال الاضطرابات التي شهدتها الأراضي الأميركية "لكان ذلك قد تسبب بالتأكيد في نوع من عدم الارتياح في واشنطن". 
 
ونافالني (44 سنة) موقوف حتى 15 شباط على الأقل، ومستهدف بعدد من الإجراءات القانونية. واعتقل عند عودته الأحد الماضي من ألمانيا حيث أمضى خمسة أشهر في نقاهة.
 
وكان قد أصيب نهاية آب بمرض خطير في سيبيريا وتم نقله إلى المستشفى في حالة طوارئ في برلين بعد تعرضه، على قوله، لتسميم بغاز الأعصاب من قبل الاستخبارات الروسية.
 
وأكدت ثلاثة مختبرات أوروبية إصابته بتسمم. لكن موسكو تنفي بشدة ذلك وتتحدث عن مؤامرة. ومع أنه يدرك أنه قد يعتقل، جازف نافالني بالعودة إلى روسيا مع زوجته.
وحاول فريق نافالني إثارة حماسة مؤيديه عبر نشر تحقيق مدو الثلثاء في شأن ملكية فخمة يستفيد منها الرئيس فلاديمير بوتين. 
 
وهذا المسكن الفاخر، الذي يُطلق عليه "قصر بوتين" على شواطئ البحر الأسود ، كلف بحسب المعارض أكثر من مليار يورو وتم تمويله من أقارب الرئيس. ورفض الكرملين هذه الاتهامات. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم