السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هل تخلّت واشنطن عن دور "شرطي العالم"؟

المصدر: "النهار"
"شرطي العالم أصبح رسمياً خارج الخدمة" (تعبيرية- أ ف ب).
"شرطي العالم أصبح رسمياً خارج الخدمة" (تعبيرية- أ ف ب).
A+ A-

مع إصرار الولايات المتحدة على الانسحاب من أفغانستان من دون تحقيق انتصار عسكري مستدام، تساءل كثر عما إذا كانت واشنطن قد تخلت عن دور "شرطي العالم" بعدما قضت عقوداً عدة محاولة تأدية هذه المهمة حول العالم. بالتوازي مع هذا الدور، استخدمت واشنطن أيضاً نفوذها العسكري والسياسي من أجل "بناء الدول". لكن يبدو أن الأميركيين بدأوا يتخلون عن هذه المهمة أيضاً.

سلّط الصحافي سبنسر بوكات-ليندل الضوء على هذا الملف في صحيفة "نيويورك تايمس". وأظهر حجم التناقض بين كلام الرئيس الأسبق جورج بوش الابن الذي أعلن في بداية ولايته الأولى أنّه يريد "إنهاء الاستبداد في عالمنا" وبين ما قاله الرئيس الحالي جو بايدن عن "أننا لم نذهب إلى أفغانستان لبناء الدولة".

بعدما استعرض التطور التاريخي لمفهوم "شرطي العالم" والذي تبلور ببطء لكن بثبات خلال القرن الماضي وبلغ ذروته بعد سقوط الاتحاد السوفياتي ثم هجمات 11 أيلول، تطرّق بوكات-ليندل إلى ردّ بايدن طلب رئيس الوزراء الهايتي بالوكالة تقديم دعم عسكري أميركي بعد اغتيال رئيس البلاد.

استشهد بوكات-ليندل بما كتبه ماكس بوت في صحيفة "واشنطن بوست" عن أن "شرطي العالم أصبح رسمياً خارج الخدمة". وأوضح بوت أنه بعد الكوارث في العراق وأفغانستان فقدَ الأميركيون الشهية على بناء الديموقراطيات في الخارج. وتابع: "لا يستخدم بايدن شعار (أميركا أولاً)، لكنه يتشارك مع الرئيس السابق دونالد ترامب نفوره من بناء الدول ورغبته بإنهاء (الحروب الأبدية)".

لا يوافق نعوم تشومسكي بوت في رؤيته. وقال لبوكات-ليندل إنه في المسائل الدولية، بالكاد ابتعد بايدن عن السياسات التقليدية. فالمحافظون الجدد لا يملكون مصلحة في إرسال قوات إلى هايتي في ظل الظروف الحالية، والانسحاب من أفغانستان، بصرف النظر عن تقييمه، يترك الباب مفتوحاً أمام خيار الغارات الأميركية هناك.

وأضاف تشومسكي أنّ بايدن لم يرفع الحصار عن كوبا أو العقوبات عن إيران، وافترق عن ترامب في سياسة "البيع الكامل للفلسطينيين فقط عبر سحب الأعمال الوحشية غير المبررة" مثل إلغاء المساعدات الإنسانية. وفي مجالات أخرى مثل الصين، تابع تشومسكي، تبنى ترامب موقفاً أكثر مواجهة وخطورة من أسلافه.

في أيار، طلب بايدن موازنته العسكرية الأولى: 753 مليار دولار، وهي زيادة بنسبة 1.75 عن موازنة 2021 التي تفوق الإنفاق الدفاعي للدول الثلاث عشرة التالية مجتمعة. ووفقاً لوكالة "رويترز"، يخطط بايدن لتحويل مليارات الدولارات من الإنفاق على الأنظمة القديمة للمساعدة على تحديث الترسانة النووية لردع الصين.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم