الجمعة - 17 أيار 2024

إعلان

بايدن يصف بوتين بـ"السّفاح والديكتاتور" ويحذّر نظيره الصيني... ولافروف يكشف عدد العقوبات المفروضة على موسكو (صور)

المصدر: "أ ف ب"
إقفال طرق بحواجز أمنية في أوكرانيا (أ ف ب).
إقفال طرق بحواجز أمنية في أوكرانيا (أ ف ب).
A+ A-
دخلت الحرب في أوكرانيا أسبوعها الرابع مع تواصل الأعمال العسكرية الروسية وسماع دوي انفجارات في مدن أوكرانية عدّة صباح اليوم من بينها مدينة لفيف شرقي البلاد. ويترقّب المجتمع الدولي نتائج المحادثات التي يجريها الرئيسين الأميركي والصيني حول مسائل عدّة من بينها الالحرب في أوكرانيا اليوم، فيما يستعدّ جو بايدن إلى تحذير شي جينبينغ من عواقب تقديم أي دعم لموسكو.
 
على الصعيد الإنساني، يبحث سكان مدينة ماريوبول الأوكرانية الاستراتيجية المحاصرة من القوات الروسية، عن ناجين بين أنقاض مسرح تعرض للقصف الأربعاء.
 
وخلال محادثات هي الرابعة بينهما منذ تولي بايدن الرئاسة، سيناقش الرئيس الأميركي ونظيره الصيني الساعة 13,00 بتوقيت غرينيتش الجمعة الحرب التي تشنها روسيا في أوكرانيا.
 
وفي تطور عسكري صباح اليوم، أعلن رئيس بلدية لفيف أندري سادوفي أن "صواريخ" روسية ضربت الجمعة حي مطار هذه المدينة الأوكرانية الكبيرة الواقعة بالقرب من الحدود البولندية.

وقال سادوفي على صفحته في فايسبوك إن "صواريخ عدّة أصابت مصنعاً لتصليح الطائرات. دمّر المبنى بالقذائف"، موضحاً أن "المصنع توقّف عن العمل قبل ذلك ولهذا السبب لم يسقط ضحايا حالياً".

وقالت القوات الجوية الأوكرانية في بيان إن المعلومات الأولية تفيد بأن المنطقة أصيبت باربعة صواريخ كروز روسية أطلقت من البحر الأسود، على بعد مئات الكيلومترات.

وأضاف المصدر نفسه أن الدفاعات الأوكرانية المضادة للطيران أسقطت صاروخين روسيين آخرين قبل وصولهما إلى هدفهما. 

كما أكّد رئيس بلدية لفيف أن رجال الإنقاذ يعملون في موقع القصف.

وكان سادوفي أكّد أن "صواريخ أصابت حي مطار لفيف" لكنها لم تصب المطار مباشرة. لكنه أشار على تطبيق تلغرام إلى أنه لا يستطيع تحديد الهدف بدقة "لكنه ليس المطار بالتأكيد".

وذكر  صحافي من وكالة "فرانس برس" أن سحباً كثيفة من الدخان تصاعدت صباح الجمعة في منطقة المطار.

ولم تشهد مدينة لفيف أي معارك حتى الآن، لكن الجيش الروسي قصف الأحد قاعدة عسكرية أوكرانية في هذه المنطقة.

ولفيف هي أكبر مدينة في غرب أوكرانيا ووجهة سياحية مهمة بسبب مناظرها الخلابة.

وهي تبعد 70 كيلومتراً عن الحدود مع بولندا.
 
 
 
من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس إنّ "الرئيس بايدن سيوضح له أن الصين ستتحمل المسؤولية عن أي عمل يهدف إلى دعم العدوان الروسي وأننا لن نتردد في فرض تكاليف عليه".
 
وأضاف بلينكن: "نرى بقلق أن الصين تدرس تقديم مساعدة عسكرية مباشرة لروسيا".
 
ومنذ بداية الغزو الروسي في 24 شباط، امتنع النظام الشيوعي الصيني الذي يُعطي الأولوية لعلاقته مع موسكو ويشاركها في عدائها العميق تجاه الولايات المتحدة، عن دعوة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى سحب قواته من أوكرانيا.
 
لكن قد تكون الصين بدأت تنأى بنفسها عن موسكو لأنّ روسيا تخلّت الخميس عن طلب للتصويت في مجلس الأمن الدولي الجمعة على مشروع قرار يتعلق بالحرب في أوكرانيا، بسبب غياب الدعم من أقرب حلفائها، بحسب ما قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة.
 
وقال سفير طلب عدم الكشف عن هويته: "طلبوا رعاية مشتركة" لنصهم الذي قالوا إنه يركز على الجانب الإنساني، لكنهم "لم يتلقوا ردّاً"، ملمّحاً بذلك إلى أنّ الصين والهند لم تدعما المبادرة الروسية المثيرة للجدل وأنهما لم تكونا لتصوّتا تأييداً لها.
 
 
"ديكتاتور متعطش للدماء"
 
وصف بايدن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنّه "سفاح" و"ديكتاتور متعطش للدماء"، غداة وصفه له بأنه "مجرم حرب".
 
وحذّر وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في بيان مشترك مرتكبي جرائم الحرب في أوكرانيا من أنهم "سيُحاسَبون" أمام القضاء الدولي.
 
وقال بلينكن إنّ "استهداف المدنيين عمداً هو جريمة حرب. بعد الكثير من الدمار في الأسابيع الثلاثة الماضية، أجد صعوبة في استنتاج أن الروس يفعلون أي شيء آخر غير ذلك".
 
من جهته، ناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الغربيين الخميس المساعدة في "وقف هذه الحرب" في بلاده حيث خلفت ضربة روسية 27 قتيلاً على الأقل في شرق البلاد.
 
 
 
وعلى وَقع تصفيق أعضاء البرلمان الألماني (البوندستاغ) الذين خاطبهم الخميس عبر الفيديو، قال زيلينسكي إنّ هناك "شعباً يتم تدميره في أوروبا". وأضاف: "ساعدونا في وقف هذه الحرب!".
 
ولا تزال الأنظار مشدودة نحو مدينة ماريوبول الساحلية الاستراتيجية المحاصرة في الجنوب الشرقي لأوكرانيا، حيث واتهم زيلينسكي القوات الجوية الروسية الأربعاء بأنّها قصفت "عمداً" مسرحا لجأ إليه مئات السكان.
 
وقال زيلينسكي: "يجب على العالم في نهاية المطاف الإقرار بأن روسيا أصبحت دولة إرهابية".
 
وأشارت رئاسة بلدية ماريوبول إلى أنّ "أكثر من ألف" شخص كانوا موجودين في ملجأ تحت المسرح عندما تعرض للقصف. ولم يتم إعلان أي حصيلة للضحايا حتى الآن.
 
وقالت المبعوثة الأوكرانية لحقوق الإنسان ليودميلا دينيسوفا إنّ الملجأ صمد أمام القصف، مضيفةً: "نعتقد أن الجميع نجوا". وأشارت إلى أن عملية انتشال الناجين من تحت الأنقاض بدأت.
 
 
وفي السياق، أعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة إن الجيش الروسي وحلفاءه الانفصاليين يقاتلون الآن في وسط مدينة ماريوبول الميناء الأوكراني الاستراتيجي المحاصر في جنوب شرق البلاد. 

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف "في ماريوبول، أحكمت وحدات جمهورية دونيتسك الشعبية (المعلنة من جانب واحد)، بدعم من القوات المسلحة الروسية، حصارها وتقاتل القوميين في وسط المدينة".
 
ناجون من تحت المسرح
 
قال النائب البرلماني سيرغي تاروتا إنّ الملجأ قاوم القصف، وكتب عبر "فايسبوك" إنّ المسرح "يتكوّن من ثلاثة أجزاء ولا يُعرف بعد ما إذا كانت قد تضررت". وقال إنّ عدداً من الأشخاص "خرجوا في الصباح بعد أن أزال السكان الأنقاض بأنفسهم".
 
من جهتها، أعلنت روسيا أنّها لم تقصف المدينة، متهمة كتيبة آزوف القومية الأوكرانية بتدمير المسرح.
 
وأكد وزير الثقافة الإيطالي أنّ روما "مستعدة لإعادة بناء المسرح". وكتب عبر "تويتر": "وافقت الحكومة على اقتراحي تقديم الموارد والوسائل لأوكرانيا لإعادة بنائه في أسرع وقت ممكن"، معتبراً أنّ "مسارح جميع البلدان ملك للبشرية جمعاء".
 
وأفاد مجلس بلدية ماريوبول بأنّ الوضع "خطير" مع القصف الروسي "المستمر" والدمار "الهائل".
 
 
ووفقًا للتقديرات الأولية، تم تدمير حوالى ثمانين بالمئة من المساكن في المدينة.
 
وقالت تمارا كافونينكو (58 عاماً) لوكالة "فرانس برس": "إنهم يطلقون عدداً كبيراً من الصواريخ وهناك العديد من جثث المدنيين في الشوارع".
 
كما تواصل قصف كييف وخاركيف ثاني أكبر مدينة في البلاد حيث قُتِل 500 شخص على الأقل منذ بداية الحرب.
 
وقالت ايرينا فوينوفسكا لـ"فرانس برس": "سمعتُ صافرة وناداني زوجي وهو يصرخ. نحن نعيش في الطابق الأرضي وكانت النوافذ تتكسر. الشيء المهم هو أننا أحياء. لسوء الحظ، ماتت امرأة في الطبقة 16. سَحَقها موقد غاز".
 
وعادت الحياة ببطء الى العاصمة الخميس بعد رفع حظر التجول المفروض منذ مساء الثلاثاء. وخلت المدينة على الأقل من نصف سكانها البالغ عددهم 3,5 ملايين نسمة.
 
ولم تُنشَر أي تقديرات شاملة للخسائر وإن اعترف زيلينسكي في 12 آذار بمقتل "حوالى 1300" جندي أوكراني بينما تحدثت موسكو في الثاني من آذار عن مقتل نحو 500 في صفوفها.
وأعلنت النيابة العامة الأوكرانية الخميس أنّ 108 أطفال قتلوا وأصيب 120 آخرون في البلاد منذ الغزو الروسي.
 
 
 
وبعد ثلاثة أسابيع على بدء الغزو، لم تُبدِ موسكو أي مؤشر إلى إمكانية تراجع في هجومها على الرغم من استمرار المحادثات بين الطرفين المتحاربين.
 
وقال بلينكن إنّ روسيا لم تبذل حتى الآن "جهوداً كبيرة" في تعاملها مع كييف لمحاولة إيجاد مخرج من الأزمة.
 
لكن فلاديمير بوتين أكد أنّ العملية العسكرية "ناجحة"، بينما لا يستطيع جيشه إعلان سيطرته على أي مدينة رئيسية ويتقدم ببطء.
 
وأكد الناطق باسمه ديمتري بيسكوف أنّ "الغالبية الساحقة" للروس تؤيد قرار بوتين شنّ حرب على أوكرانيا، معتبراً أنّ الآخرين هم "خونة" وأن النزاع يسمح بـ"تطهير" البلاد، في وقت غادر عدد كبير غير محدد من الروس بلادهم منذ بدء الهجوم.
 
ويبدو أنّ روسيا المستهدفة بعقوبات غربية صارمة، تجنّبت حتى الآن التخلف عن سداد دينها. فقد تلقى مصرف "جاي بي مورغان تشيس" دفعة مالية من البنك المركزي الروسي مخصصة لتسديد جزء من الفوائد المستحقة على سندات بقيمة إجمالية تبلغ 117,2 مليون دولار.
 
وقد حوّلها بعد ذلك بموافقة السلطات الأميركية إلى مصرف "سيتي غروب"، وفق ما أفاد مصدر مطلع على الملف.
 
 
 
لافروف: أكثر من 5 آلاف عقوبة
من جهته، كشف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف "فرض 5 آلاف عقوبة على روسيا" على إثر الغزو الروسي، "وهذا العدد أكبر من أي عدد عقوبات فُرض على كوريا الشمالية أو إيران".
 
وأشار لافروف إلى أنّ "أزمة أوكرانيا سببها محاولات الغرب لاحتواء روسيا، وأميركا تهدف إلى إقامة عالم أحادي القطب".

كما اعتبر لافروف أن "العقوبات تهدف إلى عزل روسيا وردعها، لكن هذه العقوبات ستجعلنا أقوى، وسنعيد ترتيب اقتصادنا للتعامل مع العقوبات"، مذكّراً أن لروسيا خبرة بالتعامل مه العقوبات منذ العام 2014.
ولفت لافروف إلى أن "الساسة الأوكرانيون لا يزالون يحاولون طرد الروس من أوكرانيا".
 
فرنسا: العقوبات بدأت بالتأثير
بدوره، قال جابرييل أتال، المتحدّث باسم الحكومة الفرنسية، اليوم الجمعة إن العقوبات التي فرضتها الدول الغربية على روسيا رداً على غزوها لأوكرانيا بدأ يكون لها "أثر فعلي".

وأضاف في تصريحات لقناة (بي.إف.إم) التلفزيونية "نأمل أن تجبر تلك العقوبات (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين على تغيير خططه".
وأعلن أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيتحدث مع بوتين في وقت قريب.
 
أزمة نفط عالمية
في سياق متّصل، حضّت وكالة الطاقة الدولية الجمعة الحكومات على تطبيق إجراءات فورية لخفض الاستهلاك العالمي للنفط في غضون أشهر على وقع المخاوف المرتبطة بالإمدادات الناجمة عن الغزو الروسي لأوكرانيا.

وأفادت الوكالة أن المقترحات العشرة التي وردت في تقريرها وتشمل زيادة العمل عن بعد وخفض الحدود القصوى للسرعة، بإمكانها خفض الاستهلاك في الاقتصادات المتقدّمة "بـ2,7 مليون برميل يومياً خلال الأشهر الأربعة المقبلة".
 
بوتين يتهم أوكرانيا بالمماطلة
إلى ذلك، اتّهم بوتين الجمعة السلطات الأوكرانية بـ"المماطلة" في المفاوضات، لكنه أضاف بأن موسكو مستعدة للبحث عن حلول خلال اتصال أجراه مع المستشار الألماني أولاف شولتس.

وقال الكرملين بعد الاتصال "تمّت الإشارة إلى أن نظام كييف يحاول بكل طريقة ممكنة المماطلة في المفاوضات، عبر عرض مزيد من المقترحات غير الواقعية". وأضاف "لكن الجانب الروسي مستعد لمواصلة البحث عن حلول بما يتوافق مع نهجها المعروف القائم على المبادئ".
 
النروج ستخصّص 300 مليون يورو لتعزيز جيشها قرب روسيا
أعلنت الحكومة النروجية أنها سترصد هذه السنة ثلاثة مليارات كورون إضافية (308 مليون يورو) تستخدم بصورة خاصة لتعزيز قواتها العسكرية في الشمال القطبي قرب الحدود مع روسيا.

وصرّح وزير الدفاع أود روجر إينوكسن خلال مؤتمر صحافي أنه "حتى لو كان هجوم روسي على النروج مستبعداً، لا بد لنا من الإقرار بأن لدينا جاراً في الشمال بات أكثر خطورة ويصعب التكهن بتحرّكاته".
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم