الأحد - 28 نيسان 2024

إعلان

فوز بوتين "الغريب"... هل يكسبه أوروبا؟

المصدر: "النهار"
جورج عيسى
Bookmark
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في جنيف - "أ ف ب"
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن في جنيف - "أ ف ب"
A+ A-
"لقد اشتعلت النار سلفاً وكلّ ما توجّب على بوتين فعله هو صبّ بعض الوقود". عند التطرّق إلى موضوع التوتّر الروسيّ-الأميركيّ حول الملفّ الأوكرانيّ وموازين القوى التي تحكم العلاقة الثنائيّة مع ما لها من تداعيات على كيفيّة حلّ الملفّ، يلفت الانتباه مقال الأكاديميّة البارزة في "معهد بروكينغز" فيونا هيل والذي نشرته مجلّة "فورين أفيرز" في عددها الماضي. حمل المقال عنوان: "انتصار الكرملين الغريب" وقد تمّت مواءمة التحليل عن كتابها الصادر السنة الماضية "لا شيء لكم هنا: العثور على فرصة في القرن الحادي والعشرين". يوافق القسم الأكبر من المراقبين على أنّ الولايات المتحدة فشلت في رهانها على دفع روسيا باتّجاه اعتناق الديموقراطيّة الليبيراليّة الغربيّة والاندماج في مؤسّسات الغرب. برز نوع من الشعور الأميركيّ بـ"نشوة انتصاريّة" بعد سقوط الاتّحاد السوفياتيّ، وكانت التوقّعات ترجّح انضواء جميع الدول تحت راية الولايات المتحدة السياسيّة والثقافيّة. احتلّت روسيا مركز تلك التوقّعات. كذلك، وخلال الحقبة "الانتصاريّة" التي امتدّت من التسعينات حتى أوائل الألفيّة الحاليّة، وإيماناً بقدرتها على جذب الدول الكبيرة إلى فلكها، قبلت واشنطن أيضاً بإدخال الصين في منظّمة التجارة العالميّة. بعكس الرهانات الأميركيّة، لم يتغيّر أسلوب الحكم في بيجينغ وموسكو. لا جدال في أنّ التطلّعات الأميركيّة الأساسيّة بالنسبة إلى الصين وخصوصاً روسيا أخفقت إلى حدّ كبير. لكنّ هيل تذهب خطوة إضافيّة أبعد من قراءات المراقبين الآخرين. لم تفشل الولايات المتحدة في تغيير روسيا وحسب، بل نجحت روسيا في تغيير الولايات المتحدة إلى حدّ كبير بحسب رأيها. لقد باتت الولايات المتحدة أقرب إلى روسيا لجهة ديناميّات الحكم الداخليّ. من هنا إشارتها إلى "اشتعال النار" في الولايات المتحدة بسبب تقبّل الأميركيّين للشعبويّة والقيادات التي تفرغ المؤسّسات من غايتها ومفاقمة بوتين للمشكلة عبر "صبّ الوقود" على نار الشعبويّة والانقسامات. لقد بلغت ذروة هذا النجاح حين وصل قطب العقارات دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في 2017.  مقارناتتعدّد هيل الكثير من الرؤى والصفات المشتركة بين الرئيسين الروسيّ والأميركيّ وكذلك بعض نقاط الاختلاف الأساسية. كان بوتين أوّل زعيم شعبويّ في القرن الحادي والعشرين يصل إلى الرئاسة في دولة بارزة وقد مهّد بشكل غير مباشر الطريق المستقبليّة أمام ترامب. ويسعى الرئيسان وفقاً لجوهر الشعبويّة إلى خلق صلة مباشرة مع الشعب أو مع فئات منه ثمّ تقديم معالجات سريعة لمشاكل معقّدة وتجاوز الجهات الوسيطة كالأحزاب والبرلمانات. وكما كان الأمر مع بوتين، لم ينتمِ ترامب إلى حزب سياسيّ تقليديّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم