الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

كيف انتهت "المسرحيّة السياسيّة" الأميركيّة؟

المصدر: "ناشونال إنترست"
صورة مركبة تجمع بايدن وترامب (أ ف ب).
صورة مركبة تجمع بايدن وترامب (أ ف ب).
A+ A-
"النهار"

وصف آرام باكشيان جونيور، وهو مستشار للرؤساء الأميركيين السابقين ريتشارد نيكسون وجيرالد فورد ورونالد ريغان، ما جرى في الأسابيع الأخيرة التي تلت الانتخابات الرئاسية بالمسرحية السياسية. توقّع باكشيان سابقاً فوز المرشح الذي يبدو الأقل سوءاً بين خيارين. أمضى مرشحٌ معظم حملته مختبئاً في الطابق السفلي من منزله وكانت أجوبته قليلة الوضوح حين سمح له مستشاروه في لحظات قليلة بتلقي بضعة أسئلة سهلة من صحافيين مختارين سلفاً.

ظلّ المرشّح الآخر في الخارج ولم يتوقف عن الكلام. لكنّ أنويّته وعدم اهتمامه بالتفاصيل وإيمانه بإمكانية الفوز مجدداً عبر حملة منسوخة كربونياً عن حملته السابقة في 2016، أبقته منفصلاً أيضاً عن الواقع. تابع جونيور في موقع "ناشونال إنترست" أنّ ظهور ترامب الخشن والمتنمر في المناظرة الرئاسية الأولى وانسحابه الغاضب من المناظرة الثانية خطوتان أضرتا به. بعدما تعقّل وظهر في المناظرة الأخيرة، تفوّق بأدائه على منافسه بفارق كبير. لكنّ ذلك التفوّق جاء متأخراً.

أعلن باكشيان أنّه صوّت لصالح ترامب وأنّه غير مسرور كثيراً بالنتيجة. لكنّه لا يعتبرها أيضاً نهاية للعالم. بعدما صوّت الأميركيون للرئيس، مالوا إلى يمين-الوسط عوضاً يسار-الوسط. قلّص الناخبون الغالبية الديموقراطية في مجلس النواب إلى أرقام متدنية بشكل قياسي ولم تظهر الموجة الزرقاء التي قيل إنّها ستطيح سيطرة الجمهوريين على مجلس الشيوخ. كما تحسّن موقع الجمهوريين في جميع المجالس التشريعية على امتداد البلاد. ورفض الناخبون أيضاً العديد من المبادرات "التقدمية" حتى في معاقل اليسار مثل كاليفورنيا.

لا يشكّ باكشيان في أنّ تزويراً انتخابياً حدث يوم الانتخابات، إذ إنّه يحصل دوماً بحسب رأيه. وبرز ذلك خصوصاً مع التصويت البريدي الذي أغرق النظام قبل أسابيع من التصويت بالحضور الشخصيّ. ويضيف أنّ للديموقراطيين تاريخاً طويلاً من التزوير الانتخابي وبسجلّ قياسي. ولأنهم باتوا يعتمدون بشكل متزايد على كتل الأصوات في دوائر انتخابية فاسدة داخل المدن مثل ميلووكي وديتريوت وفيلادلفيا وشيكاغو وبالتيمور وأتلانتا، يستفيد الديموقراطيون من هذا الموضوع. لكنّ مشكلة هذا النوع من التزوير أنّه أسهل لجهة تفاديه بالمقارنة مع محاولة إثباته بعد حصوله.

عندما يتمّ التدقيق بشكل صارم في بطاقات الهوية وقوائم الناخبين والتواقيع وغيرها، يصبح بالإمكان تلافي أو تقييد التزوير بشكل جوهري. لكن من الصعب إثبات هذا التزوير بعد وقوعه، وخصوصاً على مستوى واسع قادر على قلب النتيجة. من السهل الإشارة إلى وجود مناخ تزوير لكنّ من الصعب كثيراً وضع اليد على بطاقات الاقتراع المزوّرة، بطاقة ببطاقة.

لهذا السبب، يعتقد باكشيان أنّ المحكمة العليا لم ترد إقحام نفسها في النظر بنتائج الانتخابات. وما شهدته الولايات المتحدة خلال الأسابيع الأخيرة كان مسرحية سياسية بأداء فنّيّ سيّئ. وأشار ختاماً إلى أنّه قال لأصدقائه الديموقراطيّين إنّ دورهم قد جاء ليشعروا بالإحراج خلال السنوات الأربع المقبلة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم