السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

هجوم نيس جرح مفتوح بعد خمس سنوات على وقوعه: ناجون تحت الصدمة وكوابيس تتربّص بأطفال

المصدر: أ ف ب
زهور وشموع وضعت على الطريق أمام فندق لو ميريديان في نيس جنوب فرنسا، على نية ضحايا الهجوم (16 تموز 2016، أ ف ب).
زهور وشموع وضعت على الطريق أمام فندق لو ميريديان في نيس جنوب فرنسا، على نية ضحايا الهجوم (16 تموز 2016، أ ف ب).
A+ A-
بعد خمس سنوات من الهجوم الجهادي الذي أودى بحياة 86 شخصا في 14 تموز في مدينة نيس بجنوب فرنسا، لم تندمل الجروح بعد إذ لم تقدم تعويضات لجميع الضحايا، ولن تجرى أي محاكمة قبل خريف 2022، فيما لا يزال الناجون تحت صدمة الاعتداء.

في 14 تموز 2016، كان نحو 30 ألف شخص مجتمعين على الواجهة البحرية الشهيرة المطلة على المتوسط لحضور عرض الألعاب النارية التقليدي بمناسبة العيد الوطني.

يومها اجتاح التونسي الثلاثيني محمد لحويج بوهلال المقيم في نيس هذه الجموع بواسطة شاحنة زنتها 19 طنا حاصدا عشرات الأشخاص على مدى دقيقتين قبل أن ترديه الشرطة.

وكانت الحصيلة رهيبة مع سقوط 86 قتيلا تراوحت اعمارهم بين عامين و92 عاما من عشرات الجنسيات المختلفة. وكان الهجوم لافتا بعنفه. فقد قال أحد الشهود: "كان أشبه بكاسحة ثلوج تجعل الجثث تتطاير".
 
وأعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم مع أن التحقيق لم يثبت أي صلة بينه وبين المنفذ.

ويحضر رئيس الوزراء جان كاستيكس الأربعاء مراسم تكريم مع رئيس بلدية نيس اليميني كريستيان استروزي. وسيكون هذا الأخير في فترة قبل الظهر في باريس لحضور العرض العسكري بمناسبة العيد الوطني الذي تشارك في شرطة بلدية مدينته في تكريم لتدخلها خلال الهجوم نفذه تونسي بسكين في تشرين الأول الماضي في كاتدرائية واسفر عن سقوط ثلاثة قتلى ونكأ جراح المدينة.

وستكون المراسم في نيس متانقة بحسب رغبة عائلات الضحايا وتقام في حدائق فيلا ماسينا وستختم بإطلاق 86 طير حمام. وستقام حفلة موسيقية ستضاء في ختامها الواجهة البحرية عند الساعة 22,34 بالتحديد ساعة وقوع الهجوم، بواسطة 86 شعاعا مضيئا.

في هذه الحدائق التي يمكن الوصول إليها من الواجهة البحرية، لا تزال مسلة موقتة تقوم مكان نصب تذكاري للضحايا إذ لم يفض التنسيق بين السلطات وممثلي الضحايا إلى اتفاق بهذا الشأن بعد.

ولم يتمكن الكثير من أقارب الضحايا من طي الصفحة بعد. ويتساءل تييري فيمال الذي فقد ابنته البالغة 12 عاما خلال الاعتداء: "كيف عساني اتمكن من ذلك في حين لم تدفن ابنتي بعد؟"

 فعلى غرار أهل آخرين، لم يتسلم بعد من القضاء الأعضاء التي استخرجت من جثة ابنته لأغراض التشريح والمختومة بالمشع الأحمر. 

- بطء "شديد الوطأة" -
ويضيف فيمال: "لم نتسلمها بعد إذ لدينا شكوك حول الأعضاء التي ستعاد إلينا". وقد لجأ إلى هيئة الدفاع عن الحقوق بعد رفض إجراء تحليل للحمض النووي (دي ان إيه).

إضافة إلى هذه الحالات المؤلمة القاسية، لم يحصل الضحايا المباشرون وغير المباشرين على تعويضات.

في الخامس من تموز عرض اقتراح تعويض نهائي على 85% من 2429 متضررا بقيمة إجمالية قدرها 83 مليون يورو.

والشهر الماضي، حدّد القضاء موعد محاكمة المشتبه في مساعدتهم المنفذ. فيمثل من الخامس من أيلول 2022 إلى 15 تشرين الثاني في باريس ثمانية أشخاص من بينهم ثلاثة بتهمة المشاركة في عصابة إجرامية إرهابية.

ورحّب المدعون بالحق العام الذين يزيد عددهم عن 850 ومحاموهم بهذه الإحالة على محكمة الجنايات إلا انهم أسفوا للافراج عن اثنين من المتهمين في تشرين الثاني بسبب عيب إجرائي.

ويتساءل الضحايا أيضا عن التحقيق القضائي الجاري في نيس بتهمة "القتل وإلحاق الإصابات بشكل غير متعمد" والمتعلق بالإجراءات الأمنية المتخذة في تلك الليلة من قبل إدارة المنطقة والبلدية.

وقالت آن موريس، رئيسة جمعية "نصب الملائكة" (ميموريال ديزانج): "أشجب بطء القضاء هذا امر شديد الوطأة على اهل الكثير من الضحايا".

ومع مرور خمس سنوات على هذه المأساة، لا يزال 300 طفل يخضع لمتابعة نفسية ما بعد الصدمة في مستشفى لانفال في نيس.

وأوضحت رئيسة قسم الطب النفساني للأطفال في المستشفى فلورانس اسكينازي أنه "بعد خمس سنوات لا تزال كوابيس متكررة حول الاعتداء تراود بعض المرضى. 

وقالت: "أطفال في المرحلة الابتدائية شهدوا على تقطع جثث وأمور فظيعة أخرى تتربص بهم كوابيس تتخللها رؤوس مقطوعة وشاحنات تأتي من حيث لا يدرون".

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم