الأربعاء - 24 نيسان 2024

إعلان

سياسة خارجية ترامبية بقناع بايدنيّ؟

المصدر: "النهار"
الرئيسان الأميركيان السابق والحالي دونالد ترامب وجو بايدن (أ ف ب).
الرئيسان الأميركيان السابق والحالي دونالد ترامب وجو بايدن (أ ف ب).
A+ A-

بدأ مراقبون يستنتجون وجود نقاط تشابه عدة بين سياستَي بايدن وترامب الخارجيتَين. صحيح أنّه في بعض الملفّات يبدو الرئيسان متناقضين، كما هو حاصل في الملفّ الإيرانيّ وإلى حدّ أقلّ مع كوريا الشمالية. لكن في غالبية القضايا الأخرى، يمكن ملاحظة أقله بعض التردد لدى الرئيس الحالي في التخلي عن سياسات سلفه.

 

الأستاذ الفخري للعلوم الاقتصادية في جامعة نيويورك ملفين كروس أشار إلى تلك التشابهات في موقع "بروجكت سنديكايت" كاتباً أن بايدن شدد في سياسته الخارجية على ضرورة مواجهة الصين لكن من دون أن يذكر أوروبا. وكأن الأخيرة غير موجودة أو كأنه يمكن واشنطن الفوز من دون مشاركة الأوروبيين. بدا ذلك قريباً جداً من ازدراء ترامب بالنسبة إلى الأوروبيين.

 

اتبع بايدن نهج "أميركا أولاً" حتى في سياسة مكافحة فيروس كورونا. لقد رفض إرسال لقاحات كوفيد-19 إلى دول أوروبية بأمسّ الحاجة إليها مثل فرنسا التي تواجه انتخابات رئاسية السنة المقبلة. لهذا السبب، شكك الأوروبيون بقوله: "أميركا عادت".

 

يواجه الرئيس الفرنسي الحليف لواشنطن إيمانويل ماكرون منافسة صعبة ضد زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان. يدرك بايدن يوضوح أن فوز لوبان يعني فوز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

 

أضاف كروس أن لبايدن مشكلة جدية حين يتعلق الموضوع بألمانيا وبوتين: "مشروع نورد ستريم 2" لنقل الغاز الروسي إلى البلاد. يعتقد الكاتب أن بايدن أسير تفكيره الحمائي ولهذا السبب لم يستطع الإتيان باتفاق تجاري يشجع الألمان على التخلي عن المشروع. يأتي ذلك في وقت يبدو موقف "الخضر" الألماني أقرب إلى السياسة الأميركية منه إلى سياسة المستشارة أنجيلا ميركل في هذا الشأن.

 

ولفت كروس النظر أيضاً إلى أن بايدن لم يلغِ الرسوم التي فرضها سلفه على الواردات الأوروبية من الصلب والألومينيوم. كذلك، لم يُعد الرئيس الحالي دراسة انسحاب ترامب من الشراكة العابرة للمحيط الهادئ، علماً أن الأخيرة بصيغتها الحالية يمكن أن تشكل ضغطاً مذهلاً على الصين. لهذا السبب، يبدو بايدن خائفاً جداً من ظل ترامب وغير قادر على التخلص من المشاعر الحمائية بأي شكل من الأشكال.

 

وشدد الكاتب في الختام على أن بايدن بحاجة إلى أميركا دينامية، لا أميركا قلقة ومرتابة كما كانت في ولاية ترامب.

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم