الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

علينا الخوف من خوف الصين؟

المصدر: "النهار"
صورة من الأرشيف للرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نائب الرئيس حينها جو بايدن، 2013 - "أ ب"
صورة من الأرشيف للرئيس الصيني شي جينبينغ يصافح نائب الرئيس حينها جو بايدن، 2013 - "أ ب"
A+ A-

اتّخذت الصين خطوات عدة أقلقت العالم الغربيّ وعلى رأسه الولايات المتحدة. من ديبلوماسية "الذئب المحارب" مروراً بالصدام الكلاميّ مع رأس الديبلوماسية الأميركيّة في آذار الماضي، وصولاً إلى اختبار صاروخ أسرع من الصوت (نفت الصين ذلك)، رأى الغرب أنّ بيجينغ في حالة "هجوم". لكن ليس كلّ هجوم عبارة عن ثقة بالنفس. هذا ما ذهب إليه الكاتب في شبكة "بلومبيرغ" مارك غونغولف.

يرى الكاتب أنّ الخوف، إلى حدّ ما، شعور صحي. فهو يساعد البشر في تفادي حوادث السير، وعضات الكلاب. لكن الكثير من الخوف غير صحي. في هذه الأحوال، سيؤدي إلى أمور سيئة مثل سوء التفاهم والفرص الضائعة والشلل.

لقد ساهم خوف الصين من كوفيد-19 في منع تفشيه. وهذا يبدو صحياً. لكن إجراءاتها بدت قاسية بشكل غير اعتيادي. ولا تزال مدن بأكملها تشهد إغلاقاً كاملاً ورفعاً له كما كان الأمر في ربيع 2020. وهذا ليس جيداً بالنسبة إلى اقتصاد مهتز. لكن النفوذ السياسي لبيجينغ يعتمد على "شباك نظيفة" في مسألة كورونا.

بحسب الكاتب أيضاً، تنقص الصين البنية التحتية الصحية للتعامل مع أي ارتفاع في الحالات الجديدة التي يمكن أن يجلبها معه أي رفع للإغلاق.

والقلق من "كوفيد-19" يقطع صلة الوصل بين الصين والعالم بعد سنوات من التوتر. كما أنّ إجراءات تقييد السفر القاسية تصعّب على المغتربين الصينيين زيارة الوطن كما ذكرت "بلومبيرغ" في تقرير آخر. وهذا يعني أنّ ملايين سفراء النوايا الحسنة لن يكونوا قادرين على تشارك المعلومات بين الصين وسائر دول العالم. هكذا ينمو سوء التفاهم.

إذا علمتنا رواية "روميو وجوليات" أي شيء، فهو أنّ سوء التفاهم يمكن أن يكون قاتلاً، وبشكل أبوكاليبتي في الملف الصيني، كما تابع غونغلوف. لقد أخافت الصين الجميع حين اختبرت مركبات فرط صوتية قادرة على حمل الرؤوس النووية وقادرة على تفادي الدفاعات الأميركية. لكنّ هذا التصعيد نابع من الخوف بحسب الكاتب أندرياس كلوث من الشبكة نفسها: أسلحة الصين الهجومية هي مجرد شكل من أشكال الدفاع.

"على أي حال، لدينا الآن سباق تسلح نووي جديد لنضيفه إلى مخاوفنا العديدة". ويضيف غونغلوف: "انفتاح الصين على الاقتصاد العالمي كان واحداً من أبرز الأحداث خلال السنوات الأربعين الماضية. أي خطوة تتخذها نحو الإغلاق ستكون على نفس الحجم من الأهمية".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم