الجمعة - 19 نيسان 2024

إعلان

زينة أحمد الزين... الهروب من الحجر الى "اللايف كوتش"

المصدر: النهار
محمود فقيه
محمود فقيه mahmoudfaqih
زينة أحمد الزين
زينة أحمد الزين
A+ A-

لاشك أن ما يعيشه لبنان الآن وما عاشه أيضاً بسبب جائحة كورونا وضع المقيمين فيه في مواجهة مع أنفسهم خاصة في فترة الحجر. أسئلة كثيرة يطرحها البشر عند أي استحقاق: كيف سنواجه وكيف نصل إلى الهدف؟

 

"اللايف كوتش" أو مدرب الحياة مصطلح دخل في حياتنا اليوم، تردّد أكثر في فترة الجائحة، الخوف من الإصابة والمقاومة في حال أصبنا وحتى العودة إلى الحياة بعد الشفاء، وأحياناً يفجر المكوث في منازلنا المكنون دواخلنا، كيف ننظم ذلك ونستكمل حياتنا؟

 

زينة أحمد الزين خريجة الأكاديمية الدولية للتنمية الذاتية وسفيرتها في الوقت الحالي، هي مدربة علاقات وممارِسة معتمدة في البرمجة اللغوية العصبية، وجدت نفسها تحمل رسالتها في الحياة وتعتبر أن اللايف كوتشينغ هي التي اختارتها وليس العكس.

  

تعتبر "أننا مررنا بتجارب تشبه أحياناً تجارب قاصدينا، ولأننا مررنا في  التجارب نفسها، اكتسبنا الأدوات والخبرة الكافية كي نتمكن من مساعدة الآخرين".

هي ليست مهنة، بل رسالة تشرح وجهة نظرها بشغف، كأنها تنتشل المحبطين من بئرهم العميقة نحو نور الشمس. وباندفاعة تقول: "اللايف كوتش  يساعدك كي تخطط لحياتك ومستقبلك بشكل مثمر، وإذا وجدت عوائق تمنعك من الوصول إلى الهدف، اللايف كواتش يجعلك قادراً على التغلب على هذه الصعوبات".

وبالنسبة إليها، فإن اللايف كوتش يساعدنا في معرفة ما هي رسالتنا في الحياة والقيم والرؤى المستقبلية، كي نغدو قادرين على بناء علاقات صحية وحياة مثمرة. ويمدنا بالعون كي نتخلى عن كل ما نجد صعوبة في التخلي عنه، وهو بالأساس لا فائدة منه بل يمنعنا في كثير من الأحيان من العودة إلى حب الذات المنبثق من الفطرة التي ولدنا عليها.

يقصد زينة أشخاص من كافة الأعمار، من المراهقين إلى من هم في سن الأربعين، أناس يعرفون هدفهم ولكنهم غير مدركين للأدوات التي بحوزتهم. وتشرح زينة: "إن عملي هو استخراج الكنز من داخلهم ووضعه أمامهم، ومواكبهم في مسارهم حتى تحقيق الهدف المرجو".

لا يقتصر عمل اللايف كوتش على الفرد وحده، تساعد زينة في تقريب العلاقات بين أفراد الأسر وسد الفجوات في علاقات الإنسان مع نفسه ومحيطه، كعلاقة المرأة مع زوجها والعكس، كذلك علاقة الأهل مع إبنائهم. الهدف من ذلك هو خلق علاقة صحية بين الشخص ونفسه وما يحيط به، كي يحب دون  شروط وكي يتخلص من المشاعر السلبية التي تغلب على كل جوانب حياتنا خاصة في السنوات الأخيرة، هي رسالة حب وسلام ويقين وأمان .

أكثر الفترات التي احتاج فيها الناس إلى مدرب حياة هي فترة الحجر الصحي وتفشي جائحة كورونا. أمور أثرت على حياتنا الصاخبة والتي تستغرق وقتاً طويلاً خارج المنزل، ولم يتوفر خلالها الوقت الكافي لمواجهة عالمنا الداخلي الكامن في أنفسنا.

تقول زينة أحمد الزين: "عند الحجر، واجه الناس جانبهم الخفي، أحياناً كانت المواجهة جميلة، وفي بعض الأحيان حملت معاناة وووضعتنا دائرة نحاول الهروب منها".

وتضيف: "ما جرى هو أن الناس كانوا وجهاً لوجه مع غضبهم ومخاوفهم، قلقهم، حزنهم، الحنين، الجروح، الطفولة المهمشة، الصدمات، التأنيب والذنب، كل هذه الأمور طافت على السطح، لأن جرعة المخدر التي كنا نتلقاها بخروجنا من المنزل والانشغال بأمورنا لم تعد موجودة وفقدت مفعولها". 

كل ما واجهه الإنسان في فترة الحجر جعله بحاجة لمساعدة كي يكتسب الكثير من الشجاعة، وعلى قدر ما لدى الإنسان من قوة، يحفزه ذلك أكثر للمطالبة بالعون والإرشاد من الخارج.

تؤكد زينة أن "نسبة  كبيرة من الأشخاص شفوا كلياً واكتسبوا الثقة، ليس فقط في لبنان، بل على الصعيد العربي والعالمي. أزمة كورونا أسقطت الأقنعة عند المعالجين وعند من هم بحاجة الى مساعدة".

يقف المرء في كثير من المحطات، يبحث حوله لخوض تجارب لم يعتد عليها، إما أن يدوس على جمر يحرقه، أو يهرع إلى يد تنتشله إلى بر الأمان، خيارات بتنا ندركها اليوم قبل الأمس، والسبب هو اكتساب المعرفة أكثر في الحياة وتطور العلم وتبدل سبل العلاج نحو شفاء حقيقي.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم