الجمهورية الفاسدة من أعلى الهرم إلى أصغر موظف فيها تنفضح أكثر وأكثر، لم تعد آفاتها مشهداً مضحكاً وخاصة ذاك الذي نراه كل سنة مع أول قطرة مياه تتساقط فوق رؤوسنا في الشتاء، المتمثل بالغرق "والشحار والتعتير" في شوارع بيروت، إذ لا تسطيع العبور مستقلاً سيارة تعبر أو سيراً على الأقدام، هذا عداك عن المشاهد المحزنة التي تراها في البيوت التي تصبح أشبه ببركة مياه، والطرقات التي تصبح شاطئاً شتوياً.
صور قد تظنها من مدينة البندقية عندما يضربها زلزال، ولكنها صور من البلد المتوسطي الصغير لبنان، اليوم وتزامناً مع الأمطار الغزيرة التي هطلت، لا جديد يذكر ولا قديم يعاد، نفس المشاهد تتكرر وستتكرر دون حسيب ولا رقيب، لا دولة تسأل عن شعبها ولا مسؤول يتحمل أعباء مساعدة المواطنين، الأمطار اجتاحت الطرقات ودخلت البيوت بمشهد كلاسيكي تعوّد الشعب على رؤيته سنوياً مع ظهور جديد لبركة على جسر نهر الكلب، بالإضافة إلى Piscine شتوي في جونية، حيث جاءت ردود الفعل على صفحات التواصل الاجتماعي على الشكل الآتي:
#عاجل- شاهدوا #جونية وهي تغرق بالأمطار اليوم! pic.twitter.com/cDtuwXPP0N
— Annahar (@Annahar) November 28, 2020
لمّا تنتخب مخلوقات زبالة، طبيعي تغرق بالوحل.
— Christine Habib (@Christine_Habib) November 28, 2020
(الصورة الآن من منطقة نهر الموت)#لبنان pic.twitter.com/qB38nMDzqC
هذا عدا عن معاناة المواطنين على الطرقات من زحمات سير أو عطل في السيارات جراء الأمطار