واجهت النساء قديماً العديد من الصعوبات من قبل المجتمع، والتي تتراوح بين منعهن من المشاركة في نشاطات معينة وأعمال كانت حكراً على الذكور فقط. لكن بالرغم من ذلك، وجد بعض النساء طرقاً ملتوية كي يحققن ما أردناه في المجتمع وسنذكرهن في هذا المقال.
عرابة الجودو - رينا كانوكوغي
في عام 1959 تنكرت رينا كانوكوغي في هيئة رجل لأنها أصرت على المشاركة في بطولة الجودو التي نظمتها جمعية الشبان في نيويورك، حيث كان يسمح للرجال فقط بالمشاركة فيها، لكنها فعلتها وهزمت جميع المشاركين الذين لعبت ضدهم وفازت بالميدالية الذهبية، لكن للأسف لم تكتمل فرحتها بعد أن اعترفت بهويتها، فقاموا بنزع الميدالية منها، لكنها لم تستسلم أبداً حتى ساعدت عام 1980 في إنشاء أول بطولة عالمية للسيدات في الجدود في مدينة نيويورك، حتى إنها رهنت منزلها لتغطية التكاليف، وفي عام 1988 أصبحت الجودو للسيدات رياضة أولمبية تجريبية ثم رسمية في عام 1988 وكانت كانوكوكي المدربة بالطبع.
دوروثي لورانس – صحافية استقصائية
كان لدوروثي طموح في أن تصبح مراسلة حربية خلال الحرب العالمية الأولى، فأخذت حلمها لتحققه بارتداء ملابس الرجال، وقص شعرها البني الطويل، حتى إنها مررت شفرة على وجنيتها على أمل أن تصاب بطفح ما لتبدو كأنها تحلق لحيتها، وطلبت من أحد الجنود أن يعلمها كيف ستسير مثلهم. وآخرها كان تزوير تصاريح سفرها باسم رجل يدعى دينيس سميث، وانطلقت على متن القطار في رحلة إلى فرنسا نحو أميان.
لكن بعد 10 أيام من عملها تحت هوية مزيفة مرضت دوروثي واضطرت إلى أن تعترف بهويتها الحقيقية للضابط، وأبقى قائدها الأمر سراً وحذرها من الخطر الذي يمكن أن تتعرض له ليس من القنابل والقنص بل من الخطر الآتي من الجنود في صفها والذين كانوا متعطشين للنساء.
بعد انتهاء الحرب عادت دوروثي إلى انجلترا وسعت إلى نشر كتابها "سابر دوروثي لورانس، الجندية الإنجليزية الوحيدة" عام 1919، واستُقبل بترحاب شديد في إنجلترا وأميركا وأوستراليا.
الجندية والممرضة والجاسوسة – سارة إدموندز
كانت سارة إدمونز من النساء القلائل اللواتي خدمن في الجيش أيام الحرب الأهلية الأميركية، لكن لدى أدمونز قصة مثيرة للاهتمام، فقد ولدت في ظروف عائلية صعبها بائسة تحت سلطة والدها العنيف، لسبب أنه كان يريد إنجاب ذكر وليس أنثى، استطاعت إدمونز الهرب إلى فلينت في ميشيغان عام 1856 وقررت الالتحاق بعدها بالخدمة العسكرية. وكي تحقق حلمها، تنكرت بزي وهيئة رجل، وأطلقت على نفسها اسم فرانكلين تومبسون، وانخرطت في كتيبة المشاة الثانية، وعملت مسعفة للجرحى، وخاضت أيضاً عدة معارك من بينها معركة ماريلاند 1862، بل وأظهرت مواهبها في التجسس أيضاً، حيث عملت جاسوسة لصالح ولايات الاتحاد.
في عام 1863 شخصت إدمونز بالملاريا وتركت عملها وزملاءها بعد أن خشيت فضح هويتها في حال نقلت إلى مستشفى.