الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

متى سجل العالم أول قبلة في التاريخ؟

المصدر: صيحات
محمد شهابي
محمد شهابي
صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
A+ A-
قبلتك الأولى.. ربما تكون أحد أجمل لحظات حياتك، تتذكرها بين فينة وأخرى، فهي تحمل مشاعر حب وعاطفة ولها من الذكريات مع الشخص الذي أحببت أن تشاركه تلك اللحظة، للتعبير عن حجم التقارب والمودة التي تجمعكما، ولكن ربما العكس من ذلك أيضًا.
ويعود تاريخ التقبيل لسنين مضت، فهي لم تكن كما هي متعارف عليها بشكلها الحاليّ، ولكنها تطورت مع تطور الانسان وتقدمه.
إنّ التقبيل بصورته الحالية، يعدّ اختراعًا حديثًا نسبيًا، ولكن أقدم الأدلة على وجود سلوك التقبيل، يعود لنصوص "الفيدا" الهندوسية السنسكريتية، والتي ترجع إلى 3500 عامًا مضت. كما أنّ قصيدة الـ "مهابهاراتا" الهندية التي يعتقد أنها كتبت عام ألف قبل الميلاد، ورد فيها وصف تفصيلي عن القبلة، وجاء فيها "وضعت فمها على فمي وأصدرت ضوضاء أسعدتني".  أما رسومات العهد المصري القديم، فتشير إلى تقارب البشر بعضهم من بعض، ولكن ليس إلى حدّ ضم الشفاه إلى الشفاه.
ولكن وقبل وجود القبلة بصورتها الحالية، وقبل تطور البشر إلى ما هم عليه اليوم، أي في العهد القديم ومع انسان كان يحاول التعرف على محيطه والبقاء حيًا وسط عالم مليء بالأخطار، عمد الانسان إلى استخدام حاسة الشم للتعرف على بعضهم البعض، فكان الناس في تلك الفترة، يمررون الأنف على الوجه الذي يحوي غددًا للرائحة، وبمرور الوقت تحولت ملامسة الأنف للوجه إلى تلامس بالشفاه، محدثةً عملية تطور في تلك الخاصية.
كما كان للقبلة نفوذ ومكانة اجتماعية في الامبراطورية الفارسية، حيث جرت العادة عند الفرس، تحديد المكانة الاجتماعية عبر التقبيل، فإن كانت القبلة مباشرة في الفمّ، فذلك يعبر عن المساواة الاجتماعية، أما إن كانت على الكتف واليد والخد والقدم وطرف الثوب، فإنها تدل على الجنود والخدم والعبيد، كذلك هنالك قبلة الأرض، فهي تدلّ على أن الشخص الذي يقابلك أرفع منك مكانة لتقبيله، لذلك تقبل الأرض عوضًا عنه.
لتتطور القبلة في العهد الروماني، وتلقب بقبلة الروح، إلا أنّ الامبراطور الروماني تيبيريوس حاول حظر تلك القبلة معتبرًا إيّاها سببًا لتفشي مرض الجذام. وبعد سقوط الامبراطورية الرومانية، اختفت القبلة الرومانسية لحوالي ألف عام، لتعود في العصور الوسطى وتعتبر قبلة روميو وجولييت رمزًا لها.
كذلك ساهمت المسيحية في نشر القبل، حيث وردت القبلة تسع مرات في الإنجيل، فهناك قبلة الخيانة (قبلة يهوذا)، قبلة التحية والخضوع، قبلة الحياة (في سفر التكوين)، ولم يشر إلا مرة واحدة لقبلة الرومان (القبلة الرومانسية). لكن كثرًا من الباباوات حاولوا حظر القبلة الرومانسية وتحريمها، ففي عام 1312 أصدر البابا كليمنت مرسومًا جعل القبلة الرومانسية إثمًا جزاؤه الموت. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم