الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

هذا ما أذكره عن شوفير باص المدرسة

لسائق الباص شخصية استثنائية
لسائق الباص شخصية استثنائية
A+ A-
يستيقظ سائق حافلة المدرسة، يوميًّا باكرًا، ويجول مسرعًا على تلامذته لالتقاطهم وإيصالهم إلى المدرسة، دون تأخير.
 
ذكرياتنا مع هذا "الشوفير"، لا تنتهي، ذكريات بعضها جميل وعفويّ، وبعضها الآخر سلبيّ. منها ما هو مرتبط بالأصدقاء والأغاني التي كانت تُغنّى في الباص، ومنها عبارة عن مناوشات بين التلامذة، أمر كان يُفقد سائق الحافلة صوابه.
 
نستذكر في هذا التقرير، بعض تلك الذكريات، فتابعونا:
 
1- ابتسامة الصباح
يرافق جولة السائق على الطلاب، ابتسامته لهم، أمر ينمّ عن فرح بلقائهم وتمنّ بالتوفيق لهم. وهي عادة جدًّا محبّبة، وعلى كلّ السائقين التمسّك والتصرّف بها أمام التلامذة.
 
2- الصراخ والتكشير
ولكن ليس جميع سائقي الباصات في "مود" التبسّم. فبعضهم بحاجة إلى بضع رشفات من القهوة لاستيعاب نهارهم، إلّا أنّ الاستيقاظ باكرًا، وسرعة العمل، لا تسنح لهم بالحصول على فنجان القهوة خاصّتهم، لذلك يقوم عدد من السائقين، خاصّة ممن لا يعاونهم أستاذ أو معلمة، بالصراخ على التلاميذ، خاصّة عند افتعالهم إشكالات، وذلك لدفعهم إلى الهدوء. وهو أمر جدًّا خاطئ.
 
3- أهازيج الباص
تكاد تكون أجمل الأغاني هي التي كنّا نغنّيها مع سائق الباص: "يا شوفير ادعاس بنزين ع الميّة وتسع وتسعين، ما تخاف من البوليس نحن أطفال (اسم المدرسة). وأيضًا: (اسم المدرسة) ما في منّا، الله يخلّيها لْ إمّا، صار عمرا فوق التّسعين، وبعدا المصّاصة بتما".
 
4- "فوّت إيدك من الشباك"
الصراخ الذي تحدّثنا عنه سابقًا، قد يكون مرتبطًا، بسلامة الطالب أيضًا، إذ أنّ كثرًا من الطلاب، خاصّة الصغار منهم، لا يدرون مدى خطورة وضع أياديهم خارج النوافذ، لذلك يُقدم بعض السائقين على توجيه التنبيه أو رفع أصواتهم على الطلّاب، علّهم يفهمون أن أفعالهم قد تؤذيهم.
 
5- "تلطيش" البنات
ما إن تنضج الفتاة قليلًا، ويبدأ جسدها بإظهار مقوّمات معيّنة، حتّى يقوم عدد من السائقين غير الأخلاقيين، بتغيير طرائقهم في التعامل مع الطالبات، منهم من يحاول التقرّب منها لفظيًا، وهو عبارة عن "تحشّر" لفظيّ، فيخاطبها قائلًا: "كيفك يا حلوة"، "محلوّة"، أو يطرح عليها اقتراحًا بأن تبقى معه في الباص، لتكون آخر تلميذة يوصلها إلى بيتها، بهدف أن ينفرد بها. وهنا على الأهل دور كبير، في توعية بناتهم على هذا الأسلوب، وعلى المدرسة كذلك التشدّد في اختيار سائقي باصات بعناية تامّة. بغية الحدّ من التحرّش. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم