السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

بين لبنان و"جهنّم"... ردود لبنانية تلامس الواقع المزري

محمد شهابي
محمد شهابي
صورة من الاحتجاجات التي حصلت في لبنان
صورة من الاحتجاجات التي حصلت في لبنان
A+ A-
نسير في بلاد رمادية اللون. هذا هو حالنا في لبنان منذ سنوات مضت. كنّا نسمع عن أجدادنا أنّ سماءنا كانت زرقاء اللون، وأنّ العشب كان أخضر، وأننا كنا نرى العالم بألوان زاهية. إلا أنّ العالم تغيّر، لا السماء بقيت زرقاء ولا العشب والثياب بقيت على حالها، كلّ ما هو حولنا تحوّل إلى رمادي برمادي.
 
حتى نفوسنا وأرواحنا رمادية كذلك. نستيقظ فنغسل وجوهنا، نحصل على طعامنا، ثمّ نسير باتجاه أشغالنا وأعمالنا كالآلات. فالبشر في هذا الزمان باتوا آلات، يطبقون النظام بحرفيته، لا أحد يعترض أو يطالب بالاستيضاح. فإن وُجد الدواء، فالحمد والشكر للزعيم الخالد، وإن لم يُعثر عليه، فالسكوت واجب، إذ إنّ الاعتراض من الكبائر.
 
ولكن ماذا عن الحياة؟ في العالم الرمادي، لا مشاعر، لا أحاسيس ولا حتى حياة. الابتسامة ممنوعة، هذا هو قانون العالم الرمادي، فهو الذي ينصّ على أنّ الابتسامة يجب أن تبقى رمادية كذلك. حتى إنّه في قوانين العالم الرمادي الفرح ممنوع، وكذلك إحداث الضجيج، وحتى اللعب واللهو. ومَن يُلقَ القبض عليه ممارساً إحدى تلك الشعائر المحرّمة، فإنّ عقابه وخيم. فالدولة الرمادية تقدّس الكآبة وتمجّده، وتعمل دائماً على إثارة القلق والتوتّر في نفوس سكّانها.
 
يرجع السبب في ذلك إلى قبولنا بالذلّ والخنوع. لا أحد صدقاً، لا أحد تحرّك أو نادى أو حتى طالب بالتغيير والإصلاح. جميعنا شاهد الانهيار يحصل شيئاً فشيئاً، فقبلنا بذلك وصمتنا عن سوء إدارة وتصرّف مسؤولينا، بل رفضنا محاسبتهم. ليصل بنا الحال إلى أن نكون رماديين مذلولين، فأهلاً بكم في جهنّم... البلاد الرمادية.
 
ردود مواقع التواصل، عبّرت عن غضبها من الحال الذي وصل إليه الوضع في لبنان، وكانت كالتالي:
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم