الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

كيف يقضي البيارتة أوقاتهم مع انقطاع الكهرباء؟

محمد شهابي
محمد شهابي
صورة من بيروت
صورة من بيروت
A+ A-
مع انقطاع التيار الكهربائي عن مدينة بيروت، ليصل معدّله إلى حدود الـ 23 ساعة يومياً، ومع عدم قدرة أصحاب المولّدات على تلبية حاجات سكان المدينة من التيار الكهربائي، بينما تعيش كثير من العائلات البيروتية دون إمدادات أصحاب المولدات، إما لعدم قدرتهم على تحمّل تكاليفها التي بلغت الـ 500 ألف ليرة مقابل 5 أمبير، أو لعدم توفر مولّد في منطقتهم.
 
وأمام تفشّي البطالة وإغلاق المحالّ التجارية أبوابها، وارتفاع أسعار السلع وأماكن الترفيه، لا يجد ابن بيروت نفسه إلّا محاصراً في بضع حلول وخيارات لتسلية نفسه وإمضاء أوقاته.
 
ويقضي سكّان مدينة بيروت معظم أوقاتهم، على الشرفات، محاولين الابتعاد عن جوّ "الخنقة" والرطوبة التي تصاحب وترافق غرف المنزل، فيكسبون بذلك هواء الشرفة، ويتسلّون مراقبين المارّة، ويحادثون الجيران أو بعضهم بعضاً. ولكن لا تظنّوا أنّ هذا الجوّ جميل، فالمراقب جيداً للوضع يرى بأمّ العين أنّ الوضع يشبه إلى حدّ كبير أجواء الحرب.
 
في المقاهي أيضاً، هي عادة لا تنتهي، ولكن ازدادت شعبيتها مؤخراً، نتيجة لتفشي ظاهرة البطالة وانقطاع التيار الكهربائي. فترى الشيب والشبّان مجتمعين في المقهى الشعبي والراقي؛ يأرغلون، يتسايرون ويضحكون، محاولين بذلك نسيان ظروف الحياة الصعبة التي تعصف ببيروت. كذلك يعمد كثير من أهالي المدينة، المفترض أن يعملوا من منازلهم إلى زيارة المقهى، من أجل الحصول على كهرباء وإنترنت وسط غياب هاتين الخدمتين عن منازلهم.
 
ومن المقهى إلى دور الألعاب، الفيديو منها، أو ألعاب الورق والبلياردو، التي تكثر في المدينة وخاصّة في الأحياء الشعبية منها، بدأت تلقى رواجاً كبيراً هذه الأيام، وخاصة عند فئة المراهقين والشباب.
 
يقطعون الطرقات، إذ يعمد عدد من الشباب ومنذ أكثر من سنتين، إلى قطع الطرقات، وخاصّة في مناطق كورنيش المزرعة، قصقص، الكولا والطريق الجديدة، محاولين التعبير عن حالة الغضب التي وصلوا إليها.
 
عند محطات البنزين، مع كلّ صباح وفي وقت الظهيرة أو مع حلول المساء، يسارع أهالي بيروت، إلى محطات البنزين، يحاولون ملء سياراتهم بالوقود. وينتظرون ساعات تلو ساعات، لكن في كثير من الأحيان تقفل المحطة، دون أن يحصل ابن المدينة على نقطة بنزين واحدة.
 
عند شاطئ المدينة، مع ارتفاع درجات الحرارة، وانقطاع التيار الكهربائي، يبقى البحر ملاذ الفقراء والأغنياء، وخاصة منطقة الرملة البيضاء وصولاً إلى الروشة وعين المريسة، فيسبحون ويلهون دون تكاليف تُذكر.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم