بقدوم آخر الشهر، يفرح الموظفون، والسبب الأساسي معروف للجميع. نعم، الراتب هو سبب هذه الفرحة، خاصة حين يحصل الموظف على بدل تعبه والمجهود الذي قدّمه. وفي كلّ مرّة، قبل أن يتقاضاه، يخطط لمشاريع ونزهات، ويحلم بإجازات وبالكثير غيرها من الأمور التي من شأنها أن ترفّه عن نفسه وتُسعده… لكن - للأسف - تبقى هذه الأمور مجرّد أحلام فقط، لأنّه بمجرّد أن يصل الراتب إلى الجيب تتوالى المستحقّات والدّفعات والمشكلات التي تجعله يتبخّر بثوانٍ معدودة.
- تصليح السيارة.
يقود الموظف سيارته بشكل طبيعي كلّ الشهر، لكنّها بمجرد حصوله على الراتب تتوالى أعطالها، وكأنّها تقول "لن يدوم طويلاً يا عزيزي". وبدلاً من أن تتفسّح في أماكن سياحيّة تتنقل بين كراج وكراج.
- دفع إجار المنزل
يتفاجأ المستأجر بوصول صاحب المنزل للحصول على الدفعة الشهرية، وكما يقول المثل "أول دخوله شمعة على طوله".
-فاتورة مولّد الكهرباء
هذا كفيل بتبخّر نصف الراتب في لبنان، والفضل يعود طبعاً إلى السلطة التي لا تؤمن لشعبها أدنى مقوّمات العيش البسيط.
- دفع الديون
أحياناً، يقوم الموظف باقتراض المال لكي يستطيع إكمال الشهر بشكل طبيعي، وعليه أن يُسدّد ما اقترضه أوّل الشهر... "إنّها كارثة حقاً".
-المناسبات المفاجئة
أشهر هذه المناسبات هي أعياد الميلاد التي تأتي على غفلة، وتجبرك على شراء هديّة من دون سابق إنذار.
وبهذا - عزيزي القارئ - تكون الدفعات قد انتهت وربّما لا، لكن من المؤكّد أنّ الراتب نفد.
