السبت - 27 تموز 2024
close menu

إعلان

هذا كان حال مكاتب صيحات النهار بعد كارثة 4 آب

ربيع الحسامي
ربيع الحسامي
مبنى جربدة النهار
مبنى جربدة النهار
A+ A-
عام كامل مرّ على واحد من أصعب أيام بيروت.
في هذا اليوم كانت أيامي الأولى كموظف رسميّ في جريدة النهار، أصررت يومها على البقاء حتى ساعات متأخرة عن دوام عملي الرسمي، حتى قررت في تمام الساعة ٥:٤٥ المغادرة. 
عندما سمعت صخب الصوت الذي هزّ العاصمة والبلد بأكمله، وعندما علمت أن الكارثة قد حلّت في مرفأ بيروت وتحديداً في العنبر رقم ١٢ وإهراءات القمح التي تطلّ واضحة من نافذة مكتبي، حاولت العودة الى مبنى الجريدة لكن الأشلاء والدخان المتبعثر في بيروت دبّ في داخلي ذعراً جعلني أهرب خوفاً.

وفي صباح اليوم التالي، لم أكن أتخيّل أن مبنى جريدة النهار الذي عهدته صلباً يتوسط العاصمة ويربط بيروت ببعضها البعض، قد ظهر منهكاً هكذا، لم أكن أتخيل أنني سألتقط أشلاء مكتبي وأوراقي المبعثرة من على الطرقات. كيف للمبنى الذي يعجّ بالروح والحياة والعمل الدؤوب أن يكون فارغاً هكذا؟ أين الأصوات التي تتعالى صباح كل يوم، أين صباح الخير التي تبدأ من بوابة مصعد الطابق السادس لكل فرد منّا؟ أين الأصدقاء؟ كيف لمكتبي أن يكون هكذا؟ كل هذه الأسئلة كانت تراودني فور وصولي إلى المبنى.
 
لملمت أحزاني، لملمت أحرفي عن الأرض وبدأت وأصدقائي محاولة إعادة تجميع أفكارنا، وإعادة إعمار ما يستحال إعماره في مكاتبنا، إستسلمنا أياماً، أسابيع وأشهراً، ثم عدنا، عدنا إلى مكان عملنا، وها نحن اليوم ناجون من الموت، لكننا نموت من أجل  النجاة.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم