الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

تعرف إلى مبتكر فن الإتيكيت في العالم.. العالم العربي زرياب

المصدر: صيحات
محمد شهابي
محمد شهابي
رسمة تعبيرية للعالم زرياب
رسمة تعبيرية للعالم زرياب
A+ A-
لطالما ظلم أو غفل التاريخ الإسلامي والعربي عن ذكر عالم هنا أو فنان هناك، ليهتمّ به التاريخ الغربي أكثر، أحد أولئك الأشخاص هو زرياب. والذي يعدّ عبقري الموسيقى، متعدد المواهب، ومبتكر فن الذوق العام الذي يسمى اليوم الإتيكيت.
 
هو أبو الحسن علي بن نافع ولد عام 173 هجري في الموصل ونشأ في بغداد ولقب بـ "الزرياب" والسبب في ذلك، يعزوه علماء التاريخ، لدكانة لون بشرته المائلة إلى السواد وفصاحة لسانه وعذوبة صوته، ما دفع بعض الناس إلى إطلاق لقب الزرياب عليه تيمنًا بطائر الزرياب.
 
كان تلميذًا للفنان إسحاق الموصلي، فتعلم الغناء على يديه، اصطحبه ذات مرة للغناء أمام الخليفة الإسلامي هارون الرشيد، الذي أعجب وطرب بصوته.
 
انتقل بعدها من بغداد إلى بلاد المغرب العربي ومنها إلى الأندلس، فراسل الخليفة الحكم بن هاشم في قرطبة، الذي استضافه في قصره، وبعد تنصيب ابن الخليفة عبد الرحمن الثاني ليحكم مكانه، خصص له معاشًا شهريًا ضخمًا بسبب إعجابه الكبير به.
 
شكل زرياب في ذلك الوقت، حلقة وصل في نقل الحضارة الإسلامية من الأندلس إلى أوروبا ومنها إلى العالم أجمع.

 
 
كان زرياب مغنياً بارعاً، وموسيقاراً أيضًا فأتقن العزف على العود، كما أنه شاعر وعالم ملم بالعلوم والأدب، وكان فلكيًا عارفًا بالنجوم ومطلعًا على جغرافية البلاد، ومتعمقًا في التاريخ وأخبار الملوك والأمراء، ليطلق عليه أيضًا لقب الموسوعة المتنقلة.
 
أدخل زرياب التحسينات على آلة العود، فجعلها أخفّ وزنًا، كذلك استخدم في صناعة أوتاره مواد جديدة كالحرير وأمعاء الأسد، وأضاف عليه الوتر الخامس، بالإضافة إلى ذلك نقل كل ما عرفه من آلات موسيقية من الشرق إلى الأندلس، الأمر الذي ساهم برفع مكانته واسمه بين المجتمع الأندلسي.
 
ليؤسس بعدها أول مدرسة للغناء والموسيقى، لتعليم أسس علوم الموسيقى وفنون الغناء وقواعد اللحن، لتصبح بمدّة قصيرة قبلة لعشاق الفن في العالم الإسلامي والغربي على حد سواء. ويعتبر زرياب أول من وضع علم الصول فيج وتربية الصوت والسمع والقرآْءة الموسيقية. بالإضافة إلى ذلك فقد كان حافظًا لعشرة آلاف مقطوعة بغنائها وألحانها.
 
وساهم زرياب في نشر علم أناقة الملبس وتنويعه بين فترات الصباح والمساء وبين الفصول الأربعة، وتقلبات الجو المختلفة. كما أنّه ساهم في نشر علم العناية بالبشرة وفن التجميل ونظافة الجسد البدن، حيث يعتبر أول من استخدم مساحيق ومركبات إزالة العرق.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم