نحن بلا رئيس لأننا بلا رأس!

الدكتورة سلوى شكري كرم المحامي ملحم مارون كرم ذهب فلّاح إلى جاره يطلب منه حبلاً لكي يربط حماره أمام البيت. أجابه الجار بأنه لا يملك حبلاً. ولكن أعطاه نصيحة وقال له: يمكنك أن تقوم بنفس الحركات حول عنق الحمار، وتظاهر بأنك تربطه ولن يبرح مكانه. عمل الفلاح بنصيحة الجار. وفي صباح الغد، وجد الفلاح حماره في مكانه تماماً. ربت الفلاح على حماره وأراد الذهاب به إلى الحقل. ولكن الحمار رفض التزحزح من مكانه. حاول الرجل بكل قوته أن يحرك الحمار ولكن دون جدوى، حتى أصاب الفلاح اليأس من تحرك الحمار. فعاد الفلاح إلى الجار يطلب منه النصيحة، فسأله: هل تظاهرت للحمار بأنك تحلّ رباطه؟ فردّ عليه الفلاح باستغراب، ليس هناك رباط. أجابه جاره، هذا بالنسبة إليك، أما بالنسبة الى الحمار فالحبل موجود. عاد الرجل وتظاهر بأنه يفك الحبل. فتحرك الحمار مع الفلاح دون أدنى مقاومة. لا تسخر من هذا الحمار. فالناس أيضاً قد يكونون أسرى لعادات أو لقناعات وهمية تقيّدهم، وما عليهم إلا أن يكتشفوا الحبل الخفيّ الذي يلتف حول عقولهم ويمنعهم من التقدم للأمام. أي أمة تتوارث أجيالها الحديث عن الضعف والتخلف والخوف والفقر، ستبقى متأخرة حتى تفك حبلها الوهمي، وقتها تستطيع أن تنهض وتمضي من جديد. يكثر الحديث، في الآونة الاخيرة، وما أخطره، وللأسف هو جدي وكثير الاحتمال، عن انفجار اجتماعي واقتصادي وحتى أمني، سوف تقع فيه البلاد، خاصة في ظل شغور المنصب الرئاسي، وفي ظل مسرحية هزيلة ضعيفة ومعروفة يحاول نواب الأمة لعبها كما تمريرها، على ساحة الوطن وشعبه وعلى حاضره ومستقبله، مع مرور أكثر من عشر محاولات يحاولون تمريرها، حيث استحال خلالها انتخاب الرئيس. إن الذي أصبح مفهوماً ومعلوماً وواضحاً هو أن العالم يتغير، ومعه تتغيّر المبادئ التي اعتدنا عليها، إذ إن قادة العالم الجديد باتوا ربما قادرين على التحكم بالمناخ وبالطبيعة، إذ قد نشهد في السنوات العشر المقبلة، تحكماً كاملاً، أو شبه كامل ، بالمناخ وبالطقس، ما دامت قوى الأرض تتعارك على المياه والنفط والبترول والغاز، وكلها، كما الجميع يعلم، ويجب أن يعلم، موارد طبيعية تسمح للإنسان بالتحكم والسيطرة على المناخ. لقد غيّر الكبار معالم الثقافة ومعالم التربية للأجيال الصاعدة، في...