علمنة لبنان على طريقة علمانية "راس بيروت"

عماد جودية  منطقة "راس بيروت" لمن لا يعرفها من الأجيال الشابة من اللبنانيين ولم يزرها أو لم يقطنها منهم بعد، هي أحد أهم أحياء العاصمة الموجودة في شطرها الغربي المطل على البحر، وهي حتما لا تختلف عن الأشرفية أو فرن الشباك أو عين الرمانة وكورنيش المزرعة والمصيطبة والبسطا والطريق الجديدة إلا بتنوعها المذهبي والطائفي حيث إن سكانها الأصليين مع القاطنين فيها هم من أبناء الطوائف اللبنانية الثماني عشرة. ولهذا سنقدم في أسطر قليلة "راس بيروت" لمن لا يعلم عنها شيئا كنموذج مدني علماني باتت العاصمة ومعها باقي المناطق اللبنانية بحاجة للسير على خطاها لإخراج لبنان واللبنانيين من مآسي الأزمات الوطنية التي تعصف بهم كل نحو عشر سنوات نتيجة العرف السيىء الذي يتحكم باللبنانيين ويدير حياتهم العامة بعنصرية قاتلة منذ الاستقلال الى اليوم حيث لم ينجح مَن تعاقبوا على الحكم وإدارة شؤون البلد من قيادات اسلامية ومسيحية في بناء وطن ودولة حقيقيين للبنانيين بسبب هزالة أداء وفساد معظمهم وعدم كفاءة وضعف شخصية غالبيتهم .قبل أقل من مئة عام لم يكن في الطرف الغربي لمدينة بيروت والذي كوّنه الخالق على شكل رأس بري يدخل في البحر، سوى بعض البساتين والكثير من الصبير وكثبان...