عندما يعترف "الخونة" في إيران

الدكتورة جوسلين البستاني   تُذكّرنا عمليات الإعدام الجارية حالياً في إيران بتلك التي كانت تحصل أيام حكم ستالين في ثلاثينيات القرن الماضي، والقاسم المشترك بينها يتمثّل في المحاكمات الصورية وما نتج عنها من "اعترافات" علنية. بالطبع كان الهدف منها محاولة إضفاء بعض الشرعية على ممارسات قضائية لا تمت للعدالة بصلة. لذلك، كان من المهمّ جداً بالنسبة لستالين أن يُقدّم المتهمون ومن بينهم كبار قادة الحزب الشيوعي اعترافاتهم بالخيانة علناً أمام الشعب. بدوره انتهج النظام الإيراني طريقة مماثلة، لكنه خيّر الموقوفين بين الإعدام والظهور على التلفزيون الرسمي ليعترفوا بجرائم لم يقترفوها؛ ويردّدوا ما كان يُلقّنهم جهاز الاستخبارات، تماماً كالاعترافات الغريبة التي كان يتمّ الحصول عليها خلال محاكمات ستالين الصوريّة التي نسبها البعض إلى تأثير أبحاث بافلوف. ونعني هنا إيفان بافلوف، أول باحث روسي حصل على جائزة نوبل عام 1904 لإنجازاته في علم وظائف الأعضاء والطب. وفي هذا الصدد أشارت وثائق وكالة المخابرات المركزية الأميركية في الخمسينيات إلى أن علم النفس السوفياتي أُتْقن بعض الأساليب السرّية الهادفة إلى إقناع المتّهمين بتجريم أنفسهم والآخرين، من خلال تطبيق مفاهيم بافلوف المتعلّقة بالإقناع...