واكتملت الدائرة

الدكتورة جوسلين البستانيعندما يُنادي قادة "حزب الله" بتشكيل حكومة في أسرع وقت، وعندما يُصبح برأيهم هذا التشكيل من مصلحة جميع اللبنانيين لأن مواجهة الأزمات والتخفيف منها لا يُمكن أن يتمّا من دون حكومة كاملة الأوصاف والصلاحيات، أو عندما يُشدّدون على أن بلداً من دون حكومة لا يمكن أن يستقرّ وضعه، كما أنهم ليسوا معنيّين بمن يأتي وبمن يذهب وبمن يعود لأن الأهمّ هو رفض الفراغ في المؤسسات الدستورية، أو في أي مرفق من مرافق الدولة، والحلّ في لبنان لا يكون إلا عن طريق مؤسسات الدولة... يبدو لنا للوهلة الأولى أننا لسنا في لبنان الدولة الفاشلة. لكن مهلاً، لا يجب أن تأخذنا أفكارنا بعيداً، لأن الذين أسهموا في شلّ المؤسّسات منذ اغتيال رفيق الحريري وانسحاب جيش الإحتلال السوري لا يُمكنهم بِسحر ساحر أن يخافوا على الدستور ويُصدَموا من الانتهاكات التي يتعرّض لها. من يجب حقاً أن يقلق هو كل مواطن رافض لسيطرة "حزب الله" على لبنان، لأننا حالياً أمام مشهد استكمال وضع اليد على الدولة من خلال، ويا لسخرية القدر، طلب إعادة النهوض بها وتشغيل المؤسسات، لكن هذه المرّة ووفقاً لأحد قادة "حزب الله" على "أُسس سليمة"، أي تلك التي يُحدّدونها هُم. من غير المُجدي عقد مقارنة بين مواقف قادة "حزب الله" السابقة وتلك التي نشهدها حالياً بِهدف إظهار التناقض الذي طرأ عليها، لأن المنطق لن يدفع أبداً بأي شخص أيّدها سابقاً أو مُناصر لها الى تصحيح رأيٍ لم يكتسبه أصلاً من خلال الاستنتاج. فالأبحاث العلمية...