الإثنين - 20 أيار 2024

إعلان

الحوار المستحيل

المصدر: "النهار"
Bookmark
أرشيفية (نبيل اسماعيل).
أرشيفية (نبيل اسماعيل).
A+ A-
السفير جان معكرون*  تتعالى في الآونة الأخيرة الأصوات المنادية بأهمية وضرورة المباشرة في الحوار والتفاوض بين مجموعة من الأحزاب اللبنانية ومجموعة أخرى معارضة لها وذلك من أجل التوصّل إلى حلّ مسائل سياسية أساسية عديدة قد يُساهم التفاهم عليها في دفع عملية بناء الثقة بين أبناء الوطن الواحد. ويشدّد المنادون على أن هذا الحوار هو الحلّ الوحيد لدعم استمرار مؤسسات الدولة وتعزيز شرعية العيش المشترك بين مكوّنين سياسيّين فاعلين في لبنان، ولا نقول أساسيّين، لأننا لا نؤمن بما يسمّى مكوّن أساسي ومكوّن غير أساسي في هذا الوطن على اعتبار أن الدستور قد ساوى في مقدمته الفقرة ج، وفي المادة 7 بين جميع المواطنين.إن الحوار في المبدأ هو التفاوض بين طرفي النزاع وإذا لم ينتج عنه أي حلّ يرضي الطرفين فهو لا يُساهم إلّا في تصعيد حدّة التوتّر بينهما إضافة إلى تعزيز فرص التصادم.وهكذا يمكن القول أن التفاوض هو محاولة لحلّ المشاكل والخلافات الناشئة بين طرفي النزاع بواسطة الحوار والنقاش. وهو يفترض الرغبة الصادقة عندهما في التوصل إلى نتيجة تُرضيهما. ويرتكز أيضاً على طرح وجهات النظر والأفكار وعلى تبادل الحجج بهدف بلوغ تسوية مقبولة تُجنّبُ الطرفين حدود المجابهة العنفيّة.إن تأدية أي تفاوض ناجح يستلزم توافر القواعد التوجيهية الآتية:- إن إنجاز حوار موفّق يقتضي رسم أو تعيين الحدّ الأقصى والأدنى من الأهداف والتنازلات وتجنّب الإفراط في التفاؤل في تحقيق المطالب والتنبّه لفقدان الأمل في إمكانية اتمامها، بمعنى آخر اعتماد الواقعية في إحراز المكاسب.- إن التفاوض هو تبادل للأفكار ولوسائل الإقناع وعلى المتفاوض أن يعي ثمن كلفة المقايضة في المطالب وألّا يقبل أي تنازل عنها قبل أن يحصل في المقابل على ما يعادلها.- يستلزم التفاوض مشاركة خبراء تقنيين ملمّين بعناصره وبالأهداف الممكن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم