السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أهميّة الكلام على الشعور الوطنيّ في زمن تفاقم الشعور الطائفيّ

المصدر: "النهار"
Bookmark
مواطنون يحملون الأعلام اللبنانية (أرشيفية).
مواطنون يحملون الأعلام اللبنانية (أرشيفية).
A+ A-
الأب صلاح أبوجوده اليسوعيّ*يحضرُ الشعورُ الطائفيّ الذي يُعبِّر عن انتماء أو هويّة ترتبط بالنواة الدينيّة التي هي في أصل الطائفة، بقوّة في العمل السياسيّ في لبنان. وممّا لا شكّ فيه أنّه حاضر بشكل دائم في أساس أزمة الحكم التي تشلّ البلاد، وإن لم يُترجم باصطفافات طائفيّة حادّة، بالنظر إلى الخيارات السياسيّة المتنوّعة والمتعارضة العابرة الطوائف، وتعدّد طرق المرجعيات السياسيّة داخل الطائفة الواحدة، في توظيف هذا الشعور بغية خدمة مصالحها. ولكنّ المشهد تغيّر على نحوٍ مأسويّ وبسرعة فائقة في إثر قرار الرئيس ميقاتي، في 25 أذار الفائت، تأجيل العمل بالتوقيت الصيفيّ. فقد أظهرت سرعة الاصطفافات الطائفيّة وحجمها، بدءًا بالمرجعيّات الدينيّة والسياسيّة قبل القواعد الشعبيّة، شدّة تأصّل الشعور الطائفيّ في لبنان وإمكانيّة تفاقمه على نحوٍ يهدّد بسهولة بالغة استقرار البلاد. لذا، من الضروريّ السعي لفهم هذا الشعور المعقّد وإدراك دلالاته، لأنّ تأصّله وحدّته يكشفان في المقابل عن وهن الشعور الوطنيّ، في حين أنّ هذا الشعور عامل لا غنى عنه لقيام تماسك اجتماعيّ والمحافظة عليه وبثّ حيويّة في العمل السياسيّ على أساس خدمة الخير العامّ.وفي البداية، يحسن التمييز النظريّ بين الشعور الدينيّ والشعور الطائفيّ بالرغم من أنّ الفصل بينهما عمليًّا يبدو عسيرًا. فالشعور الدينيّ، عمومًا، يرتبط بجماعة أفراد تعتنق عقيدة واحدة، وتتغذّى من طقوس خاصّة تولّد فيها شعورًا بالوحدة. وليس بالضرورة أن يرتبط هذا الشعور الدينيّ ببلدٍ معيّن أو بفسحة جغرافيّة معيّنة، إذ يمكن أتباع الدِّين أن يكونوا منتشرين في مناطق عديدة وبلدان مختلفة، فضلاً عن أنّ رسالة الدِّين شموليّة، أي تخصّ البشر جميعًا، ولا يمكن بالتالي حصره في حدود جغرافيّة أو سياسيّة. أمّا الشعور الطائفيّ فينشأ من تطوّر الجماعة الدينيّة على نحوٍ يجعل منها شبه أمّة بالمفهوم السياسيّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم