الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

في انتظار غودو: المفاوضات الأميركية الإيرانية

المصدر: "النهار"
Bookmark
أعلام الدول المشاركة بمفاوضات فيينا (أ ف ب).
أعلام الدول المشاركة بمفاوضات فيينا (أ ف ب).
A+ A-
رياض طبارة* "إستراغون: "هيا نذهب."فلاديمير: "لا نستطيع." إستراغون: "لما لا؟"فلاديمير: نحن بانتظار جودو."-صمويل بيكيت: بانتظار غودو 1952عندما تسلم دونالد ترامب الرئاسة الأميركية في كانون الثاني من سنة 2017، كانت تتحكم بأفكاره ثلاثة مبادئ رئيسية: الإنقلاب على أنجازات سلفه باراك أوباما، وتفكيك التحالفات المتعددة الأطراف كالاتحاد الأوروبي والناتو واستبدالها بتحالفات ثنائية، وتبيان أنه هو أكبر العارفين بـ "فن الصفقات"، عنوان كتابه الشهير. هذه المبادئ الثلاثة تجمعت كلها في الاتفاق النووي الإيراني. فالاتفاق الذي كان قد أبرم في تموز 2015، إي في أواخر عهد أوباما، يعتبر أهم إنجاز لهذا الأخير في مجال السياسة الخارجية، كما أنه متعدد الأطراف بامتياز إذ أنه وُقّع بين إيران وستة دول (ما سمي بالخمسة زائد واحد) وصدّق عليه مجلس الامن الدولي بموجب قرار رقم 2231، واعتبر ترمب أن بقدرته انجاز صفقة أفضل في هذا المجال تظهر، بدون أي شك، قدرته الكبيرة على إنجاز صفقات يعجز عنها الآخرون. لذا لم يشكل انسحاب ترمب من هذا الاتفاق، في أيار 2018، مفاجأة للعارفين بشخصيته وأفكاره.ثلاثة أمور أراد ترامب أن يدخلها إلى الاتفاق: أن يصبح مستداماً بدلا من مؤقت، وأن يشمل تحديدا صارماً لبرنامج الصواريخ الإيراني، وتحجيماً للدور الذي تمارسه إيران في الشرق الأوسط، خاصة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان، من خلال دعم مجموعات شيعية مسلحة في هذه البلدان. أعاد ترامب في تشرين الثاني من سنة 2018 كل العقوبات التي كانت قد رفعتها أميركا عن إيران بعد توقيع الإتفاق، وأعلن ترامب، في الوقت ذاته، أنه يريد بدء مفاوضات جديدة مع إيران للتوصل إلى اتفاق موسع. انتظر ترامب لأشهر عدة عودة إيران إلى طاولة المفاوضات ولكن الإيرانيين لم يستجبوا. عندها تبنّت إدارة ترامب سياسة "الضغوط القصوى" التي تمثلت بسلسلة من العقوبات المؤلمة. سلسلة العقوبات هذه بدأت في نيسان 2019 بإعلان الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، وكذلك مؤسسات...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم