الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

في نقد حتمية الانهيار: أزمة الانتاج المعرفي حول "الأزمات" اللبنانية

المصدر: النهار
Bookmark
البلد يعاني أزمات متتالية... (تعبيرية- نبيل اسماعيل).
البلد يعاني أزمات متتالية... (تعبيرية- نبيل اسماعيل).
A+ A-
ناصر ياسيناستاذ التخطيط والسياسات في الجامعة الاميركية في بيروت والمشرف على مرصد الازمة خليل جبارةاستاذ الاقتصاد في الجامعة اللبنانية الاميركية مع بداية الازمة الاقتصادية-المالية الحادة في لبنان، سيطر على الحيز المعرفي الباحث في امور المسألة اللبنانية وجوانبها "مدرستان" او فريقان من "الخبراء". الاول معظمه من خلفية التمويل والتدقيق والمحاسبة المالية، ركز بشكل كبير على أرقام الخسائر وفداحتها. الثاني جله ممن يقارب الازمة من منظار الاقتصاد السياسي والاجتماعي غالباً محللاً الظواهر الاقتصادية وارتباطها بممارسة الحكم بطرق فاسدة وملتوية.  الفريق الاول، وهو من مدرسة المال والمصارف والمحاسبة، ظهر بقدرته على كشف الخسائر وابرازها عبر ارقام ومصفوفات ومرئيات، لكنه غاص كثيراً في إحصاءاته حتى غلب عليه نهج المدقق في الخسائر مع تغييب للسياسة في تحليله. هذا الاضمحلال للسياسة والبقاء في مربع التقنية مرده اسس التعليم عند افراد هذه المدرسة وجلهم من جامعات غربية التي ابتعدت منذ عقود في مناهجها عن التسيس بالمعنى التحليلي للكلمة واعتمادها المعادلات الرياضية، هذا كان قد ظهر جلياً ما قبل الانهيار المالي في الـ 2008-2009 حيث فشل الكثير من الاقتصاديين في تقدير غياب السياسات المنظمة للاستثمارات المالية الخطرة والتي ادت الى الممارسات الملتوية لمصرفيين ومستثمرين  واوصلت الى الانهيار الكبير. فالامر الذي لا مفر منه كما قال الاقتصادي الأميركي بول كروغمان هو ان الاقتصاد يدور في سياق سياسي. هذه هي الحال في لبنان حيث غلب التدقيق في الخسائر على عمل هذه المدرسة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم