الخميس - 25 نيسان 2024

إعلان

Saramago وغرائب العهد القوي...!!

المصدر: النهار
Bookmark
سلسلة الغرائب تطول في عهد الرئيس الذي وَعَد شعبه بجهنّم. (تعبيرية)
سلسلة الغرائب تطول في عهد الرئيس الذي وَعَد شعبه بجهنّم. (تعبيرية)
A+ A-

عبد الرحمن عبد المولى الصلحعُرف خوزيه ساراماغو (JOSE SARAMAGO)، الكاتب البرتغالي الراحل (توفي 2010) الحائز على جائزة نوبل للآداب برواياته الغرائبية. منها على سبيل المثال لا الحصر، رواية فحواها باختصار، أن سكان احدى البلدات، يستيقظون صباحاً ليجدوا أنفسهم أنهم أضحوا عمياناً، باستثناء امرأة واحدة! الرواية الأخرى، مضمونها أن الموت يتوقف في بلدة ما. أول من يعترض على ذلك... جمعية دفن الموتى! مناسبة التذكير بغرائبية روايات ساراماغو أنه لو قُدِّرَ له أن يعيش ليلحظ ما يحدث في بلاد الأرز لأدرك أن غرائبية الاحداث عندنا تُضاهي بأشواط وأشواط غرائبية رواياته! وإنني على يقين أنه لو قُدِّرَ له أن يعاصر غرائبية ما يحدث عندنا لكتب عشرات الروايات التي تفوق خياله الواسع وغرائبية رواياته السابقة!! لنستعرض بعض الغرائب التي يشهدها عهد رئيس الجمهورية الحالي والذي، بالخطأ سُمِّي عهده... بالعهد القوي: ظلام دامس وعتمة كالحة في جميع انحاء البلاد باستثناء منازل اركان المنظومة الحاكمة، توقُّف المستشفيات عن العمل اضافة إلى تكاثر عدد المرضى ، فقدان الأدوية وإغلاق الصيدليات، توقف المخابز أيضاً عن العمل، تهافُت الناس لشراء حاجيّاتهم، تدهور العملة المحليّة، قرب انهيار المصارف المحليّة، طوابير السيارات على مدى أميال أمام محطات البنزين في مختلف المحافظات... قتلى بين الحين والآخر للخلاف على تنكة بنزين، ازدحام لا يُطاق في الشوارع، توقف العمل في المكاتب والمؤسسات، شلل شبه دائم في أنحاء البلاد. سلسلة الغرائب تطول في عهد الرئيس الذي وَعَد شعبه بجهنّم، ودَعَى لمن لا يعجبه الحال للهجرة خارج البلاد. ليس بالضرورة استعراض كل الغرائب منعاً للملل، لكن يكفي كمثال على احدى أهم الغرائب تعطيل تأليف حكومة للنهوض بالبلاد كي لا نقول لوقف المآسي لمدة تقارب العام (حريري + ميقاتي) ... لكن ما سوف يعجز ساراماغو عن تصديقه وقد يندرج ذلك في "السوبر غرائبية " أنه بعد عام على اكبر انفجار غير نووي شهده العالم أعني انفجار 4 آب 2020 والذي تسبّب بمقتل 216 شخصاً وجرح ستة آلاف من السكان اضافة إلى خسائر تقدر ب 4.2 مليار دولار ... فإن المداخلات لحينه تعترض التحقيق لجلاء الأمور، علماً ان البسطاء من الناس يعرفون الجهة التي استقدمت الأمونيا وأرسلتها إلى المقاوم الممانع الأسد الابن كي يقصف رُوّاد الحرية في سوريا بالقنابل المتفجرة. مسلسل الغرائب في زمن العهد القوي لا ينتهي لكن تجدر الاشارة بأن رئيس الجمهورية كان حريصاً أن يصدر بياناً يبشر به اللبنانيين بأن اكاديمية الحوار والتلاقي التي سبق وأطلقها نالت اعترافاً دوليّاً لكنه التزم الصمت حول ارسال طهران ناقلة وقود الى الشواطئ اللبنانية وهذا ما يتعارض حكماً مع ابسط قواعد السيادة والاستقلال. وإنصافاً للحق فلقد شاركه الصمت رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب. وأخيراً، السعي الحثيث لتوريث صهره جبران باسيل سُدَّة...

ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم