الجمعة - 26 نيسان 2024

إعلان

حسن عبد الله... الموت الذي يسبق الرحيل

المصدر: "النهار"
Bookmark
الشاعر الراحل حسن عبدالله.
الشاعر الراحل حسن عبدالله.
A+ A-
رؤوف قبيسي  من الناس من يموت قبل أن يرحل. يركب قطار العمر البطيء، عارفاً بالمحطة التي سوف يترجل منها إلى عالم الخلود، في حين أن مسافراً آخر "يتركها على الله"، لا يعرف أين ومتى سوف تتوقف الدواليب، ولا يريد أن يعرف. كان حسن عبد الله من هذه الطبقة الأخيرة من الناس. عاش سنواته الأخيرة، مقعداً على كرسي يتنفس الهواء الاصطناعي، بمعونة شقيقة حنون، كانت تسهر عليه، وتأخذه إلى الأماكن التي اعتاد أن يجلس فيها في "الحمراء"، أو إلى تلك المقاهي "المشلوحة" على ذلك الكورنيش الطويل المحاذي لبحر بيروت. صورته الأخيرة كانت مثل شمعة على وشك أن تنطفأ. وإذ آت على ذكره الآن، وأنا على بعد ألوف الأميال من رقاده الأخير في قريته التي في الجنوب، أتذكر قصيدة الشموع للشاعر اليوناني الإسكندراني قسطنطين كفافيس: "أيامنا الماضية شموع صغيرة مطفأة باهتة منحنية، أخشى النظر إليها لأن منظرها يحزنني". أعرف حق المعرفة ان مشاعر من هذا النوع، كان تراود نفس حسن عبد الله، ونفس كل شاعر مرهف حساس، عاش في بلد كان بهياً وأخضر وجميلا، فإذا هو قد تداعى على يد جلاديه، وتحول إلى واحد من أسوا البلدان في العالم.في "الحمراء"، قبل سنوات سبع، كان لقاؤنا الأول، في مجلس صديقنا عصام العبد الله، وهذا رحل وترك فراغاً ما زلنا إلى اليوم نشعر به كلما جلسنا في مقاهي تلك المنطقة من بيروت، وها هي هوة الفراغ تتوسع بغياب الحبيب حسن، وسوف تتوسع قطعا، كلما سقط غصن من شجرة الأحبة. وعلى ذكر...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم